من الأمور المهمة اليوم في التسويق الإلكتروني أن يخاطب الجمهور بلغته وبما يحب ويرغب، فالعلامات التجارية وعلى رسميتها يجب أن تتجاوز فكرة الجلوس في برج عاجي مبتعدةً عن الجمهور وغير متفاعلةً معه، وهذه واحدة من الأخطاء الشائعة التي قد تقع في فخها أي علامة تجارية تأخذ طابع الرسمية ولا تتفاعل مع الجمهور بمعزل عن شكل التفاعل هذا.
قبل فترة شاهدت منشور فني تعبيري يستعرض منتج والخدمة التي حلت مكانه كـ شريط الكاسيت وخدمة Spotify.. في كتابه التسويق 4.0 يصف فيلب كوتلر خدمات مثل Spotify و Netflix بالاقتصاد المخلخل؛ كون هذه الخدمات حلت محل منتجات كان لها إرثها وعراقتها وعصرها الذهبي في فترة من الفترات.
فكر ملياً في الخدمة التي ستعمل على إطلاقها على الإنترنت، فكر جيداً وخذ وقتك في التفكير.. لمن هذه الخدمة لأي شريحة بالضبط؟ ما مقدار سهولة هذه الخدمة للشريحة التي ستستهدفها؟ هل هذه الخدمة مقدمة للأفراد أم مقدمة للشركات؟.. هل اختبرت الخدمة جيداً، هل تعد الخدمة مستقرة في فترتها التجريبية؟
للأسف الشديد معظمنا يقصر فكرة التسويق للخدمات أو المنتجات على منشور إعلاني ممول، وتصميم لطيف ويتناسى أموراً أساسية في جوهر المنتج أو الخدمة – من الممكن أن تظهر هذه الأمور بالإجابة عن الأسئلة السابقة – وامتنان العميل أو الزبون هو وما يقوله عنك يعد ركيزة أساسية لا يمكن التغافل عنها اليوم، خصوصاً وأننا في زمن الشبكات الاجتماعية، فمن لا يعجبه ما قدمت، سيحولك لقضية رأي عام إن تضامن معه الكثيرون.
عادةً ما ترى هنا وهناك بطاقة عملاء لكل متجر، فتجد ذاك المتجر يصدر بطاقة برقم تسلسلي معين، وآخر لديه بطاقته الخاصة، وغيرها من المتاجر التي تشترك باعتماد البطاقة نفسها (وفي غالب الأمر تكون تتبع لشركة أم)، لكن هل سألت نفسك عن فائدة وأهمية تلك البطاقات؟
فعلياً اليوم نمط العمل التجاري لم يعد يكتفي بمجرد البيع وتخديم العملاء مابعد البيع وإنما يجب أن تفهم جمهورك بشكل صحيح، وتتعرف أكثر على رغباتهم وحاجاتهم وميولهم أيضاً، وكم مقدار التفاعل مع الحملات التسويقية، وفي الواقع الملموس تعد بطاقات العملاء أفضل وسيلة لذلك مع أنها (بدائية نوعاً ما) إنما هي الحل لذلك كيف؟
دعونا نتفق أن الـ 5 سنين الماضية كانت حافلة بهذا المصطلح، إذ بات منتشراً للغاية، ومازال، وحتى أنه سيكون من ضمن توجهات التسويق والشبكات الإجتماعية لسنة 2020 بحكم أنه كقناة أثبت نفسه في تحقيق الانتشار والوصول لجماهير جديدة لم تكن تسمع بالمنتج أو الخدمة… لكن دعوني أستعرض مثال سابق ومثال حديث.
عام 2016 قام الـ Vlogger الأمريكي الشهير كيزي نايستات Casey Neistat بحجز تذكرة عودة من دبي باتجاه نيويورك ليتفاجأ بأن المبيعات حولو تذكرته لفئة الـ First Class الفارهة على طيران الإمارات، الأمر الذي دفعه لتصوير فيديو يروي بذلك تجربته من خلال الفيديو وينشره على قناته (يمتلك كيزي الآن 11.6 مليون مشترك على القناة) ولنفترض أنه في عام 2016 كان يملك نصف هذا الرقم، كم ياترى حقق كيزي من فائدة لطيران الإمارات وقتها؟
في التدوينة السابقة تحدثت عن الدور الهام الذي تلعبه الفعاليات أو الأحداث في التسويق، أما في هذه التدوينة سوف أطرح عدد من الأفكار التسويقية التي يمكن استغلالها لترويج الفعالية ذاتها، فالحدث مهما عظُم يحتاج لتسويق كي تسمع الناس به.
تقريباً منذ سنة 2014 وأنا أتابع اصدارات شركة Dji ونموها، ومع الانشغالات الكثيرة لم أجد وقتاً للمتابعة لاسيما وأن أغلب الشركات في الثلاث سنوات الأخيرة شهدت تسارعاً في طرح المنتجات بحيث لا تكاد أن تمر السنة دون طرح منتج أو منتجين، ذات الاستراتيجية التي تسير عليها شركة أبل مع هواتفها وأجهزتها الأخرى.