تطوير الخدمات أحياناً أهم من الخدمة نفسها

حسناً، بعد غياب طويل عن التدوين هنا قليل من الأفكار المبعثرة في محاولة إعادة دوران عجلة التدوين في مدونتي بعد ضغوط وانشغالات استمرت لأشهر طويلة إضافة لحالة من الـ Creative block أصابتني كلما جئت أحاول أن أكتب تدوينة جديدة!

من خلال عيشي في تركيا واستخدامي لمعظم التطبيقات أحاول أن أقرأ حالة التطوير التي تمر بها الخدمات التقنية، قبل نحو سنة ونصف أغُلق موقع Gittigidiyor وهو (النسخة المحلية من موقع eBay الشهير) والسبب في الغالب يعود للمنافسة الشرسة وصعود شركات أخرى استحوذت على النصيب الأكبر من الكعكة منها على سبيل المثال Trendyol و Hepsiburada.

حتى أن موقع n11 للتجارة الإلكترونية كان في فترة من الفترات في أوج قوته إلى أن خفت ضوءه شيئاً فشيء مع مرور الزمن، أمام المنافسة العالية.

بكل تأكيد الأمر يعود لمدى تطوير الخدمة، إذ أن معظم أصحاب الأعمال (ممن يسير بالعافية في سوق العمل) إن جاء ليؤسس هكذا مشروع وحتى مع استثمار وتمويل قوي سيعمل من مبدأ العمل لا أكثر دون أن يراعي معايير كثير وأهمها تطوير جودة الخدمة ولربما هذا ما حصل مع Gittigidiyor تحديداً، إذ أن الموقع كان أجبه بحالة أمر واقع لا تطوير ولاهم يحزنون، تجد عليه بعض الباعة النصابين وشكاوى عديدة من الجمهور دون أن يتم علاج الأمر وبالتالي… الانهيار.

تأسيسك لمشروع تجارة إلكترونية حتماً سيشوب تحديات عديدة، لكن أفضل ممارسة يمكن أن تقوم بها هي أن تتعلم من تجارب الآخرين وتطور الخدمة، ففي مثل حالة Trendyol (والتي اشترت منها شركة علي بابا حصة كبيرة جداً) طُوِرت الخدمة بشكل خرافي:

  • توسعت الشركة من مجال التجارة الإلكترونية والبيع بنفسها للجمهور (وتمكين الباعة من البيع) إلى توفير خدمة التوصيل وطلب الطعام من المطاعم والتوصيل من محلات البقالة تحت مسمى Trendyol Go.
  • تطورت الخدمة وأضافت ميزة جديدة وهي المحفظة (أُغلقت فيما بعد، بعد توصيات من وزارة التجارة التركية).
  • أصبح للشركة خط موضة وألبسة خاص بها تحت علامات تجارية تمتلكها Trendyol مثل Trendyol Milla.
  • بدأت الخدمة بنشر خزائن خاصة بها في نقاط عديدة بالمدن التركية، إضافة إلى التعاون مع خدمات طرف ثاني لاستخدام الخزائن الخاصة بها مثل Pudo.
  • طرحت الشركة تطبيق منفصل يمكن المستخدمين من بيع أغراضهم تحت مسمى دولاب أو Dolap (ويعني الخزانة باللغة التركية) ويلعب دور الوسيط بين البائع والمشتري مع أخذ حصة من الأرباح من طرف البائع.
  • توسع الشركة نحو أسواق جديدة خارج تركية منها أوروبا ودول الخليج العربي.
  • تمتلك الشركة الآن ذراعها اللوجستية الخاصة وهي شركة توصيل باسم Trendyol Express.
إقرأ أيضاً:  هوس المشاركة.. لماذا نميل لمشاركة كل شيء على الشبكات الاجتماعية؟

حسناً هذه النقاط تشير فقط للتطوير والعمليات المعروفة من قبلي كمستخدم، فما أدراك ما العمليات التي لم يعلن عنها أو التي تجهز الشركة لطرحها؟ هنا يأتي أهمية دور تطوير الخدمة، فمن الممكن لاحقاً أن نرى طائرات بدون طيار لتوصيل المشتريات (هذا إن سمحت التشريعات بذلك وما أكثر التشريعات التي تقتل الخدمات) – أو من الممكن أن نرى أشكالاً جديدة تدمج في الخدمة وبالتالي يتنامى تطبيق Trendyol مع مرور الوقت ليصبح خيار لكل شيء .

هل يمكن أن نسقط هذا التطوير على مجالات أخرى؟ بكل تأكيد لكن هنا المسألة تقع على عاتق الشركة/المؤسسة وإدارتها ومدى استثمارها في التطوير والبحث وتشجيعها على المبادرات وتوفير الأفكار الإبداعية، فمثلاً يمكن اليوم لموقع إخباري/أو/ خدمة إخبارية أن توفر شكلاً جديداً من المحتوى كأن توفر خدمة تشرح التسلسل الزمني للأحداث بشكل مبسط (وهي ميزة لا أجد كثير من الخدمات الإخبارية توليها الاهتمام اللازم) أو من الممكن أن تمتلك خدمة إخبارية ما نموذج عمل مختلف كأن توفر نسخة مدفوعة فيها قراءة معمقة للأحداث مختلفة عن النسخة المجانية …الخ.

إن تطوير الأعمال اليوم بات أمر لا غنى عنه، فمجرد إطلاق شركة بنموذج عمل محدد لا يكفي وهذا ما يدفع شركات كثيرة للبحث عن مطوري الأعمال الذين يمتلكون تفكيراً استراتيجياً يمكنهم من استنباط أشكال جديدة لنموذج عمل الشركة ويحدد مكانتها بين كثير من المنافسين لا وبل يجعلها مميزة ومثالاً يحتذى به يقوم بتقليده المنافسون الآخرون.

شارك هذه التدوينة

رأيان حول “تطوير الخدمات أحياناً أهم من الخدمة نفسها”

  1. صحيح ولكن حتى ترينديول نفسها لديها مشكلة كبيرة في عملية التواصل والشكاوي، ولي تجربة سيئة معهم

    1. صحيح للأسف الشديد، حتى أنا واجهت مشكلة في أحد الطلبات ولم أستفد من خدمة العملاء.
      إلا أني لا أنكر أن ترينديول من بين شركات التجارة الإلكترونية من الأكثر تحديثاً لخدمتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *