البائع القديم والبائع الحديث!

بالقرب من المكان الذي أسكن به لم يكن يتواجد محال تجارية كثيرة نظراً لأن المنطقة حديثة البناء، وقد بدأت تتحرك المنطقة من هذه الناحية بعد أن ازداد عدد ساكنيها، ففُتح محلان بقالة (أو كم يسميهم البعض سمانة)، وهذا النوع من المحلات يبيع مختلف المنتجات المنزلية من المنظفات إلى الأطعمة والأغذية وصولاً للمشروبات ومستلزمات المنزل.

كل محل بدأ عمله ومازال مستمراً به لكن لكل واحد منهما شكل عمل مختلف لذا سميتهم البائع القديم والبائع الحديث.

البائع القديم: لم يختر اسماً لمحله، لم يصمم شعاراً لمحله، نوعاً ما يتسم المحل بالعشوائية مع أن كل شيء مرتب لكنه لا يوحي بالتنظيم، في حالات معينة ربما تجد بعض نشافة في التعامل مع البائع، كما أن المحل لا يفتح لساعات كثيرة، ولا يرسل الأغراض للمنزل!، وناهيك عن هذا وذاك، لا يوجد دفع عبر البطاقة المصرفية.

البائع الحديث: يكسب ود الزبائن من اللحظات الأولى، قام بتسمية محله، صمم شعاراً له (ولو كان رديئاً إنما يبقى شعار)، وفر خدمة التوصيل للمنازل القريبة، يفتح حتى ساعات متأخرة من الليل (2 ليلاً!)، وفر الدفع الإلكتروني، جلب ما تحتاجه المنازل وما لا تحتاجه، قسم محله ونظمه وفرز منتجاته.. فوق هذا كله، يلبس العاملون به لباساً موحداً، ويقوم بالنشر في المجموعات التي تتعلق بالمنطقة التي يمارس نشاطه التجاري فيها على فيسبوك.

برأيك أيهما سيعمل، أو لنكن دقيقين، من سيكسب الزبائن؟

الأنشطة التجارية على اختلاف أنواعها يجب أن تؤسس لعلامة تجارية جيدة من الممكن أن تصبح علامة تجارية كبيرة وذات سيط يسمع به الجميع، اليوم العلامة التجارية لا تقتصر على الشعار البصري بقدر ما تقتصر على عدة خدمات متكاملة وتساند بعضها البعض، ولنا في شركات التقنية أكبر مثال، لو استشهدنا بهل سنجد أن خدمة العملاء تكملة للمبيعات، وللتسويق وللمنتجات الرئيسية.

إقرأ أيضاً:  تطوير الخدمات أحياناً أهم من الخدمة نفسها

التفكير بعقلية بائع الماضي لا تجلب الأرباح ولا المبيعات، في خضم عالم متطور كل يوم تتغير مفاهيمه، ويخسر به من لم يتطور وبقي في الماضي.

مصدر الصورة

شارك هذه التدوينة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *