من الأمور المهمة اليوم في التسويق الإلكتروني أن يخاطب الجمهور بلغته وبما يحب ويرغب، فالعلامات التجارية وعلى رسميتها يجب أن تتجاوز فكرة الجلوس في برج عاجي مبتعدةً عن الجمهور وغير متفاعلةً معه، وهذه واحدة من الأخطاء الشائعة التي قد تقع في فخها أي علامة تجارية تأخذ طابع الرسمية ولا تتفاعل مع الجمهور بمعزل عن شكل التفاعل هذا.
فكر ملياً في الخدمة التي ستعمل على إطلاقها على الإنترنت، فكر جيداً وخذ وقتك في التفكير.. لمن هذه الخدمة لأي شريحة بالضبط؟ ما مقدار سهولة هذه الخدمة للشريحة التي ستستهدفها؟ هل هذه الخدمة مقدمة للأفراد أم مقدمة للشركات؟.. هل اختبرت الخدمة جيداً، هل تعد الخدمة مستقرة في فترتها التجريبية؟
للأسف الشديد معظمنا يقصر فكرة التسويق للخدمات أو المنتجات على منشور إعلاني ممول، وتصميم لطيف ويتناسى أموراً أساسية في جوهر المنتج أو الخدمة – من الممكن أن تظهر هذه الأمور بالإجابة عن الأسئلة السابقة – وامتنان العميل أو الزبون هو وما يقوله عنك يعد ركيزة أساسية لا يمكن التغافل عنها اليوم، خصوصاً وأننا في زمن الشبكات الاجتماعية، فمن لا يعجبه ما قدمت، سيحولك لقضية رأي عام إن تضامن معه الكثيرون.
عادةً ما ترى هنا وهناك بطاقة عملاء لكل متجر، فتجد ذاك المتجر يصدر بطاقة برقم تسلسلي معين، وآخر لديه بطاقته الخاصة، وغيرها من المتاجر التي تشترك باعتماد البطاقة نفسها (وفي غالب الأمر تكون تتبع لشركة أم)، لكن هل سألت نفسك عن فائدة وأهمية تلك البطاقات؟
فعلياً اليوم نمط العمل التجاري لم يعد يكتفي بمجرد البيع وتخديم العملاء مابعد البيع وإنما يجب أن تفهم جمهورك بشكل صحيح، وتتعرف أكثر على رغباتهم وحاجاتهم وميولهم أيضاً، وكم مقدار التفاعل مع الحملات التسويقية، وفي الواقع الملموس تعد بطاقات العملاء أفضل وسيلة لذلك مع أنها (بدائية نوعاً ما) إنما هي الحل لذلك كيف؟
في التدوينة السابقة تحدثت عن الدور الهام الذي تلعبه الفعاليات أو الأحداث في التسويق، أما في هذه التدوينة سوف أطرح عدد من الأفكار التسويقية التي يمكن استغلالها لترويج الفعالية ذاتها، فالحدث مهما عظُم يحتاج لتسويق كي تسمع الناس به.
تقريباً منذ سنة 2014 وأنا أتابع اصدارات شركة Dji ونموها، ومع الانشغالات الكثيرة لم أجد وقتاً للمتابعة لاسيما وأن أغلب الشركات في الثلاث سنوات الأخيرة شهدت تسارعاً في طرح المنتجات بحيث لا تكاد أن تمر السنة دون طرح منتج أو منتجين، ذات الاستراتيجية التي تسير عليها شركة أبل مع هواتفها وأجهزتها الأخرى.
أغلبنا سمع بمشكلة شركة هواوي في مصر، وإن لم تصل إليك المشكلة فهي ببساطة شديدة كالتالي: تقوم شركة هواوي الصينية بتحضير حملة إعلانية لهاتف تصفه بأنه رائد في مجال التقاط الصور بالكاميرا الأمامية [السيلفي]، اعتمدت الشركة في حملتها على ممثلة مصرية مشهورة قامت هذه الممثلة بشكل عفوي بنشر صورة من خلف كواليس تصوير الإعلان تظهر أن الإعلان يتم تصويره بكاميرا DSLR احترافية لا بكاميرا الهاتف كما يروج الإعلان، وهنا بدأت المشكلة تنتشر على الشبكات الإجتماعية وعلى وسائل الإعلام انتشار النار بالهشيم كما يجيز التعبير.
إلى فترة طويلة كنت أعارض هذا المبدأ، لكن بعد عدة تجارب اكتشفت أن حضور العلامة التجارية يجب أن لا يقتصر على العالم الرقمي، كالإعلان على الشبكات الإجتماعية أو شبكات مثل Adwords (إعلانات غوغل)، أو حتى الإعلانات الإذاعية والتلفزيونية وحسب، إذ يعد التسويق القائم على الأحداث وسيلة هامة ولا يستهان بها في خلق جمهور للمؤسسة أو العلامة التجارية في منطقة ما.