قبل نحو 8 سنين عملت كمحرر صحفي مختص بالصحافة التقنية، أعتقد جازماً أن في تلك الفترة كانت الشبكات الاجتماعية شيئاً ثانوياً للغاية، فالمصادر التي كنا نعتمد عليها كانت قائمة على البحث ومطالعة المواقع التي تنشر الأخبار التقنية إلى جانب متابعة المدونات الرسمية لشركات التقنية (وما أكثرها)، وكان لـ Google reader فضل عظيم وقتها كونه كان يسهل متابعة ما شئت من المواقع معتمداً على خلاصة RSS.. لكن وا أسفاه مات Reader، وتنامى دور الشبكات الاجتماعية منذ تلك الفترة سنة بعد سنة.
أفكار مبعثرة
صناعة المحتوى على الانترنت.. لماذا أصبحت هوساً يسعى الجميع خلفه؟
يتصل بي صديق بعد غياب طويل ليطلب أن نلتقي، والموضوع هام على حد قوله، حتى أتت ساعة اللقاء كنت أتساءل لماذا يصرُّ على لقائنا هذا وهو الذي تجاهل أن نلتقي كل هذه الفترة الطويلة، وها هو ذا يخبرني بأنه يود أن يصبح يوتيوبر وصانع محتوى، لكن ليس مدفوعاً بتلك الإحصائيات التي تدرُس المحتوى العربي على الإنترنت وإنما بأهداف وأحلام أخرى، أولها أن تُدِر له الدخل الذي يحلم به بحكم ما يشاهده لدى “صناع المحتوى”، وآخرها.. ربما، العقود التي تُمطرها الشركات على هؤلاء في سبيل ترويج منتجاتها لجمهور الإنترنت.
كيف تصبح من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي ؟ نصائح ساخرة
هذه التدوينة ساخرة ولاتنتقد شخصاً بعينه وإنما تنتقد حالة موجودة في المجتمع 🙂
- صور حياة مثالية خالية من كل المشاكل والعقبات، فإن كنتي أنثى صوري كم هو بيتك جميل، إطلالة البيت، ترتيبه، المفروشات، زوجك السعيد، جيرانك، أبناء حارتك.. لاتدعي أي شيء يفلت من بين يديكي دون تصويره سعيداً في حياته.
- أشد بمنشوراتك السابقة، عندما تتكلم عن منشور سابق لاتنسى أن تذكر كم من الإعجابات والقلوب حاز عليها، ذلك يدل على أنك شخص مهم للغاية.
- في حال كنت مصوراً لاتنسى أن تقوم بعمل صفحة Photography على فيسبوك وطلب الإعجاب بها من كل الأصدقاء وأبناء الحارة.
- في حال كنت تعمل في التسويق، لاتنسى أن تدعوا أصدقائك للإعجاب بكل صفحة جديدة تُنشئها على الفيسبوك بالرغم من اهتماماتهم المتباينة.
كسوري كيف تحسن من الصورة النمطية عنك في تركيا ؟
مع الأسف نحن كسوريين بتنا سلعة متداولة كثيراً وفي كل مكان، والأمر الأسوء هو الصورة النمطية عنا كسوريين بأننا أشخاص سيئين، لا نعمل، نعيش على المساعدات الحكومية والأوروبية، ننتظر سلسل غذائية، ننصب ونسرق ونقتل! كل هذا وأكثر بات مرتبط بالسوري أينما حل لا في تركيا وحسب.
صحيح أن الغربة خلقت نوعاً من التناقض مابين أن تحب وطنك وما بين عدم الشعور بالانتماء، لكن الحقيقة القوية أمام هذا التناقض هو أن السوري إنسان ناجح اليوم في كل مكان حل به، لا أقول هذا من باب رفع المعنويات والاعتزاز وخلق الصورة الجميلة فكل تلك الأمور لست بارعاً فيها، وإنما تثبتها الوقائع، فكم من سوري أعاد مبالغ من المال اكتشفها في عفش بيت مستعمل، وكم من سوري ساعد مواطنين البلد الذي يستضيفه، كم من سوري وفر فرص عمل لسوريين آخرين؟ كم من سوري تحدث كل هذا الواقع المرير ونهض وأكمل دراسته وتخرج بدرجة الممتاز؟، كم من سوري تعلم اللغة الجديدة بشكل أذهل المواطنين الأصليين لهذه اللغة؟… كل هذا وأكثر يدل على أننا ناجحين، متأقلمين بسرعة (أو في حد كبير)، لسنا محتالين أو عالة على أحد.