كيف غير تطبيق إنستغرام مفهوم التصوير؟

منذ زمن تتوفر أدوات لتعديل الصور وألوانها خصوصاً برنامج فوتوشوب الذي كان أقرب أصدقاء المصورين، وتبعه برنامج اللايت رووم الذي أشتُهر بتعديل الألوان وإضافة المؤثرات على الصور الفوتوغرافية عالية الدقة، حتى مع تطور الأمر على الهاتف المحمول توفر عدد لابأس به من الأدوات والتطبيقات التي تقوم بنفس الوظيفة إلى أن وصل الأمر إلى أن تُدمج هذه الأدوات بنظام التشغيل كما هو الحال مع iOS الذي أصبحت الفلاتر جزء منه عند تعديل أي صورة واقتصاصها سواءً في تطبيق الكاميرا أو في إعدادات النظام عند تعديل صورة ما.

كثيرة تطبيقات إضافة المؤثرات، لكن أغلبها يقتصر على إضافة عدد من المؤثرات وحفظ الصورة، إلا أننا علينا أن نعترف أن أصل هذه الفقاعة يعود فضلها لإنستغرام منذ نشأته وانطلاقه عام 2010 عندما كان لايزال فقط على جهاز آيفون.

إنستغرام إن بسطنا المسألة.. لم يأتِ بجديد كُلي على صعيد الشبكات الإجتماعية في بداياته، سوى فكرة تكرر تويتر لكن فقط للصور، حتى لاحقاً قام باستنساخ ميزات هي موجودة في تطبيقات أخرى كالقصص التي هي أساس تطبيق Snapchat، الأمر الذي أثر على شبكات إجتماعية أخرى بدأت تحذو حذوه بشكل الخلاصة وتدفق المحتوى، ونسخ لبعض الميزات.

فكرة إنستغرام البسيطة والسهلة التي جعلت الناس تبتعد كلياً عن التعديل بواسطة الكمبيوتر، هي بمؤثراته التي يضيفها للصور التي صاحبت التطبيق منذ إنطلاقه، تليها التعديل السلسل والسريع للصورة وإضافة التأثير عليها، إنها ليست مسألة معقدة، فأي مصور لديه عين فنية يود إلتقاط صورة سريعة، بدلاً من أخذ الصورة إلى جهازه الكمبيوتر وفتح فوتوشوب وانتظاره وإضافة التعديلات .. إنستغرام مكنه من إختصار كل هذه العملية بصورة وفلتر يجعل منها إحترافية، وشبكة إجتماعية أدرك إنستغرام أنها الأساس في الحفاظ عليه كتطبيق وتناميه لاحقاً كشبكة من أعلى الشبكات حضوراً في العالم عموماً وعالم التسويق خصوصاً.

بعد تنامي عدد المستخدمين أكثر وأكثر لم يعد إنستغرام مجرد شبكة لمشاركة الصور الشخصية أو الصور التي نلتقطها بسرعة، فقد تحول قسم كبير من المصورين وابتعدوا عن موقع فليكر وفضلوا استخدام انستغرام الذي ميز صورهم أكثر بتربيعه للصور (1:1) إلى وقتٍ طويل، والتي جعلت للصورة مفهوم جمالي آخر، كسره التطبيق لاحقاً بإضافة مقاسين الطولي والعرضي ليلبي طلبات الجمهور.

قد نتفق على أن إنستغرام جعل الكثير والكثير من الشركات تشعر بالغيرة من نجاحه، نحن هنا نتحدث عن منتج دفع الكثير من الناس للإعتماد عليه فقط للتصوير ونشر الصورة والتسويق لمصوريها بدون دفع سنت واحد، لنعد سويةً كم شركة دفعتها الغيرة لإضافة المؤثرات على تطبيقاتها؟ تويتر حدث تطبيقه لجعل المستخدمين يعتمدون عليه بدلاً من إنستغرام وأدخل مؤثرات، شركة Yahoo أيضاً وخدمتها Flickr تحسست على نفسها وتأكدت من أن لتطبيقات الهاتف المحمول أهمية بالغة وهذا الأمر هو الذي دفعها للإعتناء بتطبيقها بعد أن كان مهملاً ويفتقر إلى أبسط التحديثات (عن تجربة شخصية كان تطبيق فليكر مهملاً لدرجة لايمكن وصفها)، فليكر سارعت فوراً بتطوير تطبيقها وإضافة المؤثرات المتنوعة (والقريبة من مؤثرات إنستغرام) إلى التطبيق، لدرجة أنها بدأت بتحديث التطبيق شهرياً وتعزيز مبدأ المتابعة (Follow) لحسابات المستخدمين وكل ذلك لمضاربة إنستغرام بعد صعوده.

وعلى الرغم من أن فيسبوك اشترى إنستغرام ويستحوذ عليه إلا أنه لم يمنعه من إضافة ميزة (تعديل الصور قبل رفعها وإضافة المؤثرات عليها).

تطبيقات أخرى لاتحصى ولاتعد قامت على فكرة مضاربة إنستغرام لكنها لم تأتي بشيء جديد خارج فكرة التطبيق، نفس المبدأ ونفس الفكرة لكن بمؤثرات مميزة نوعاً ما.

إذاً هل نتفق أن إنستغرام غير مفهوم التصوير ومشاركة الصور في حياتنا أم لا؟ شخصياً أعتقد أنه غيره وبشكل كبير، مشاريع التصوير والتي كانت متناثرة هنا وهناك أصبحت منتظمة بشكل أكبر على إنستغرام ليطلق أي مصور محترف أو ملهم مشروعه الخاص بالتصوير (كتصوير الأحذية)، أو تصوير البورتريه أو تصوير الأبيض والأسود وغيرها الكثير من المشاريع أصبحنا نشاهدها تخرج من شبكته الإجتماعية، حتى أن خزانة الأعمال وملف المصور/ المصمم/ المجتمع الإبداعي، بات انستغرام يشكل هويته، ليكفي أن تتعرف على إبداع شخص ما بمجرد الدخول لملفه.

شراء إنستغرام هو الشيء الأذكى الذي قامت به شركة فيسبوك! [مترجم عن Quartz]

الرهان الرابح التي حققته شركة فيسبوك كان عام 2012 عندما قررت شراء إنستغرام بعد 3 سنوات على إنشائه، والذي يضم في فريقه نحو 13 موظفاً، إذ أنها توصف بالصفقة الأذكى على الإطلاق في تاريخ فيسبوك منذ تأسيسه سنة 2004، حيث تقدر قيمة إنستغرام السوقية اليوم بـ 100 مليار دولار أمريكي، أي أنها تضاعفت نحو 100 مرة منذ تاريخ صفقة في الـ 2012.

حسب تقرير مشترك لـ بلومبيرغ إنتيليجنس مع كوارتز يجب أن يصل إنستغرام لـ 2 مليار مستخدم خلال السنوات الخمسة القادمة، في حين أعلنت الشركة مؤخراً عن وصولها لمليار مستخدم نشط شهرياً بالتزامن مع الكشف عن ميزة تلفزيون إنستغرام أو IGTV التي تتيح للمستخدمين رفع مقاطع بالشكل العمودي تصل مدتها مابين الـ 10 دقائق والـ 60 دقيقة.


كُتب جزء من هذه التدوينة سنة 2014 علماً أن التطبيق شهد تحديثات كثيرة من الصعب إيرادها في تدوينة واحدة.
شارك هذه التدوينة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *