تشات جي بي تي

تشات جي بي تي

يقال أنه بات رفيقاً لمن يشعرون بالوحدة، وأن علاقة عاطفية “ما” تنشأ ما بين المستخدم وما بين الذكاء الاصطناعي الذي بات يغزو كل جهاز، يكاد الأمر يشابه قصة فيلم Her!
بات تشات جي بي تي اليوم أداة لا يمكن الاستغناء عنها، صحيح أنا أخص ChatGPT عن غيره لأنه على ما يبدو أن OpenAi تقود هذه الصنعة وهذا التوجه، وعلى ما يبدو أيضاً أن تشات جي بي تي يعتبر الأكثر كفاءة حتى مع ظهور منافسين يناطحونه كل فترة!

لك أن تتخيل، جربت أن أسأل جوجل جيميناي والتي تتفاخر به جوجل وبتدريب نماذجه، جربت أن أسأله عن مفردة “سنكوحة” وهو مفرد عامي باللهجة السورية البيضاء يقال للمرأة النحيلة جداً فأخبرني أن هذا الاسم من أسماء الأسد! بالمقابل عرف ChatGPT مامعنى “سنكوحة” بالفعل وشرحه فعلياً كما يتم تداوله باللهجة السورية الشامية!.

لا خلاف اليوم باتت خدمات الذكاء الصناعي شيئاً أساسياً ضمن أي عمل، ليس بالشرط أن تستبدل الموظف أو العمل وإنما تكمله وتسرع من إنجازه، هذا الأمر دفع منصة Shopify في رسالة لمديرها التنفيذي على الاستنغاء عن عمليات التوظيف الجديدة والاكتفاء بالذكاء الصناعي في لعب بعض الأدوار، إضافة إلى اختبار مدى قدرات الموظفين على استخدام أدوات الذكاء الصناعي وإدراجها في التقييم السنوي، ولم يقف الأمر عند هذا إذ تحذو منصة دويلينجو حذوها الآن وربما في القريب العاجل ستجد شركات أخرى تقوم بذلك.

لا عليك تود تعلم المخبوزات؟ سيقوم تشات جي بي تي بتعليمك ذلك وكأنك تأخذ دورة في فن المخبوزات لدى طاه فرنسي أو إيطالي، سيشرح لك عن الجلوتين إن لم تكن تعرفه، وسيشرح لك باستفاضة عن تنشيط الخميرة والفرق بينها وبين أنواع أخرى، محادثتك التي بدأت بسؤال ستتحول لكتاب إن ما غرقت بالتفاصيل، وفي النهاية إن اتبعت ما يرشدك إليه في الغالب ستحصل على عجينة لذيذة كما يصنعها صانعوها الأصليين!.
تريد تعلم القهوة؟ الفرق في النكهات أو ما بات يعرف اليوم بالإيحاءات؟ تناسب كل نوع بن مع طريقة التحضير؟ كذلك الأمر… سيشرح لك تشات جي بي تي حول ذلك، ولربما إن كنت في السوبر ماركت وتقف أمام حائط من منتجات البن يكفي أن تلتقط له صورة لأنواع البن ليقوم بسرد قصة كاملة عن نوعه وطعمه وطريقة عمله حتى تصل للنتيجة المرجوة!

حجم البيانات التي يتعامل معها تشات جي بي تي مذهل، لك أن تتخيل ماذا سيفعل؟

أنت تود أن تبحث عن موضوع ما في السابق كنت ستتوجه لـ جوجل وتبحث ثم تبحث في المواقع (وسيكون الحظ حليفاً لمن تدخل لموقع في الصفحة الثانية من نتائج البحث) ثم بعدها إن لم يعجبك الموضوع (وفي الغالب ستعرض لك إعلانات مزعجة) سوف تنتقل لموقع آخر (هذا ما نسميه نحن جيل الطيبين الإبحار في مواقع الإنترنت وهي عبارة باتت اليوم قديمة). هنا يمكنك أن تستشف أن تشات جي بي تي سيغير تجربة المستخدم ويغير من الصنعة. فاليوم يكفي أن تدخل لتشات جي بي تي وتسأل سؤالاً، يعطيك المعلومات التي تريدها (وإن لم تكن صحيحة) في النهاية سيعطيك المعلومات، وفي حالات أخرى يمكنك طلب مصادر للمعلومات ليعطيك الروابط. تجربتك كمستخدم تغيرت كلياً، ولربما في القريب العاجل تصبح زيارة مواقع الإنترنت شيئاً من الماضي كما الصحف الورقية!.

نعم تشات جي بي تي يجاوبك على استحياء في المواضيع الطبية، ففي نهاية أي سؤال طبي وله علاقة بالصحة سيذكر لك تشات جي بي تي (وروبوتات دردشة أخرى) أن تلجأ لطبيب مختص لكن فعلياً يمكن القول أن تشات جي بي تي غلب الأطباء حتى! إذ أنه يستفيض لك بالشرح مقارنة بالطبيب التجاري الذي يريد أن ينهي كل شيء معك في خمس دقائق حتى يكسب أكبر عدد من المرضى خلال اليوم.

حدث ذات مرة أن قمت بتحاليل طبية، ورفعت النتيجة لـ ChatGPT فما كان منه إلا أن قرأها وشرحها لي ثم تنبأ بأن لدي التهاباً يعمل جسمي على مقاومته، وبالفعل باليوم الثاني بدأ ألم الحلق يزداد… كل ذلك دون أن ألجأ للطبيب الذي لا أعرف إن كان سيفيدني فعلاً أم سيستعجل على مغادرتي!.

إن كان لديك شك أن ما نعيشه اليوم ثورة تقنية فقم بالتجربة بنفسك… جرب أن تغوص بمواضيع تريد التعرف عليها ومواضيع قد لا تخطر ببالك، وسيقوم تشات جي بي تي بتلبيتك.

شارك هذه التدوينة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *