Site icon مدونة بشر

لماذا تنجح نيتفليكس عن سواها؟

أبل Tv+، ديزني بلاس وغيرها خدمات رأت النور بعد صعود نيتفليكس اللافت، الأمر الذي سلط الضوء على قطاع خدمات البث الرقمي أو الـ Streaming services.
لكن علينا أن نطرح سؤال لماذا نيتفليكس تنجح عن سواها؟ وكيف وفرت نموذج عمل تحتذي به شركات أخرى؟

في هذه التدوينة لن أناقش فكرة تأسيس وكيف كانت تعمل في تأجير أقراص الـ DVD وغيرها (والتي يقال أنها ما زالت حتى اليوم!) وإنما سأسلط الضوء من خلال قرائتي الشخصية ومتابعتي لأهم ما تقوم به نيتفليكس.

أولاً: توفير خدمة مشاهدة بشكل جديد

إن امتلكت مشغل أقراص CD أو DVD في وقت سابق لربما كنت تستأجر الأفلام أو تشتريها وبالتالي تتراكم لديك مكتبة كبيرة من أقراص الـ CD، مع مرور الوقت ومع التطور أصبح مشغل الأقراص من الماضي نظراً لظهور مفاهيم وأنماط جديدة من الترفيه والتقنية، فمثلاً شركة أبل استغنت عن قارئ الأقراص في أجهزتها وشركات أخرى حذت حذوها وبالتالي تجد مفهوم القرص المدمج بات ينقرض شيئاً فشيء، حتى أنني أستغرب أن بعض المنتجات ما زال يأتي قرص CD معها حتى اليوم!.

مفاهيم أخرى في طبيعة الاستخدام ساهمت في هذا الانقراض، منها تنامي سرعات الإنترنت وتوفرها بأسعار مقبولة لدى الجميع، إضافة للأجهزة الذكية (الهواتف الذكية – الأجهزة اللوحية – أنظمة الأجهزة الذكية) يضاف لها (التلفزيونات الذكية والتي يمكن تحميل التطبيقات ضمن أنظمتها) وأجهزة استقبال البث الرقمي مثل Google TV و Apple Tv وغيرها.

هذا التطور التقني الذي فرض نفسه مثّل بيئة مناسبة لفكرة وجود خدمة مثل نيتفليكس والتي تراعي تواجدها على مختلف هذه المنصات حتى باتت معظم الشركات المصنعة لأجهزة التلفاز الذكية توفر زر “Netflix” في جهاز التحكم!.

ثانياً: تجربة استخدام مدروسة

لا تحتاج لأن تكون مبرمجاً أو خبيراً في التقنية حتى تعرف ما معنى نيتفليكس أو (ما معنى خدمة البث الرقمي أو الفيديو حسب الطلب)، التسجيل بسيط وهو بضعة بنود، كما أن نيتفليكس تعتمد على أن تعطيك شهراً بالمجان لتتعرف على ماهية الخدمة وتجربها وفي حال أحببت الاستمرار فما عليك إلا أن تترك الخدمة تقتطع الاقتطاع الشهري من بطاقتك البنكية، هنا يمكننا أن نشبها لك بأنك تحل ضيفاً على الفندق لمدة شهر مجاناً وبعدها إن أعجبك الفندق والتجربة ستستمر بالمكوث فيه لاحقاً.

بناءً على قراءة شخصية… تعتمد خوارزمية نيتفلكس على أن تعرض لك محتوى لربما ستحبه، وتقيس على أساسه مدى إعجابك ومتابعتك للمحتوى ثم بعد أن تنتهي منه تقترح عليك محتوى بناءً على مشاهدتك لمحتوى سابق.

إضافة لذلك، تعرض لك الخدمة أكثر المسلسلات والأفلام التي نالت على نسب مشاهدة في البلد الذي تقيم فيه، وهو ما يدعوك لاستكشافها ومتابعتها بناءً على الإقبال الذي تشهده.

تأخـــذ خــوارزمــيـــة نيتفليكس عدة أمور بالحــســبان ومنها:

ثالثاً: محتوى قريب من الجمهور

من استراتيجيات نيتفليكس للتوسع لأسواق معينة هو أن تنتج مسلسلات وأفلام محلية ضمن هذه الأسواق، أتذكر جيداً مثلاً عندما بدأت تتصاعد أعمال نيتفليكس المنتجة في تركية بدأت بمسلسلات متنوعة ثم بدأت بالازدياد شيئاً فشيء، الأمر نفسه تلجأ إليه الشركة عندما تود التوسع مثلاً للسوق الخليجي من خلال إنتاج أفلام ومسلسلات قصيرة تتناسب مع طابع الجمهور المستهدف.

رابعاً: عولمة الترفيه

العولمة تعني جعل الشيء عالمياً، تخيل أن أمامك مسلسل إسباني يمكنك أن تختار لغته المنطوقة (الدبلجة) وفقاً لما تريد من بين خيارات عديدة (صينية – كورية – إنجليزية – إسبانية – عربية بلهجات محلية…الخ) وإلى جانب ذلك يمكنك أن تختاره الترجمة المكتوبة من بين عدة لغات، بكل تأكيد يمكن تحصيل هكذا ميزة مع البث التلفزيوني (كاختيار صوت المعلق في المباريات المباشرة) لكن فعلياً تشكل هذه الميزة قيمة مضافة للفيديوهات حسب الطلب (علما أن بعض الخدمات التي تشابه نيتفليكس حالياً لم توفرها بعد).

خامساً: سنارة تمسك المشاهد باستمرار

إن كنت أحد مشتركي نيتفليكس الأوفياء ستجد أن مسلسلات نيتفليكس وبعض أفلامها تتبع استراتيجية، عند انتهاء موسم من مسلسل ما ستجد أن نهاية المسلسل إما غامضة تمهد المشاهد لموسم جديد (تماماً كما الحال مع stranger things)، أو أن تكون نهاية مقفلة ومعلومة الأحداث مع توفر مواسم جديدة لاحقاً.

هذه الاستراتيجية من شأنها أن تحافظ على المشتركين وتزويدهم بالمحتوى الذي يحبونه باستمرار، أو أن تكون عاملاً يجذب المشتركين الذي ألغوا اشتراكاتهم لإعادة الاشتراك (والتي أظنها حالة موجودة لعشاق بعض من المسلسلات التي تنتجها نيتفليكس).

أخيراً يمكن القول أن واحد من الأمور التي يساهم بنجاح نيتفليكس هي أنها تقود الصناعة هذه، فهي كانت السباقة لتعزيز مفهوم الفيديو حسب الطلب VOD ومفهوم خدمات البث الرقمي الترفيهي، كما أنها حافظت على قيادتها لهذه الصناعة حتى مع ظهور منافسين من شركات ناجحة كـ Apple و Disney وHulu وغيرها.

شارك هذه التدوينة
Exit mobile version