في الحديث عن التعلم الذاتي يمكن للجامعة أن تعطيك المعرفة لكن من الصعب أن تعطيك المهارة، لذا ينصدم أكثر الخريجين بعدم توفر فرص عمل (بمعزل عن أن جزء كبير من سوق العمل يعتمد على الواسطة) إلا أن المهارة أمر واقع لا يجب أن نختلف عن توفره، وبالتالي يجب عليك هنا أن تركز على مهارة تود فعلاً أن تختص بها (لربما تكون هذه المهارة مرتبطة بمجال دراستك) أو لربما أردت أن تتخصص بعمل يختلف عن دراستك، هنا سأعرض عليه مقترحات يمكنك الاستفادة منها في رحلة التعلم الذاتي
أولا: كورسات تتعلق بالمجال الذي تود تعلمه
بعد أن يتخرج الطبيب من كلية الطب يبقى عليه وجوب متابعة النشرات الطبية لأن العلم مستمر والاكتشافات الطبية مستمرة وبالتالي من الممكن أن ما تعلمه بالكلية يصبح قديم (بمعزل عن تطبيقه أو عدمه)، يمكن أن نقيس هذه الحالة على مجالات أخرى من ضمنها التسويق، التصميم، الكتابة الإبداعية، البرمجة وغيرها الكثير!
فبالمحصلة نحن نعيش اليوم في عالم فيه تسارع كبير في مجال الاكتشافات والاختراعات وبالتالي يفرض هذا التطور صفة القديم على ما سبق وأن تعلمناه وهنا يمكن أن نستفيد من منصات التعلم الإلكتروني التي تباع عليها الكورسات، فهذه المنصات ليست كما الجامعات تأخذ وقتاً طويلاً في تحديث مناهجها وإدراجها للطلبة وبالتالي يمكن لمنصة ما أن تطرح مقررات أو كورسات عن الذكاء الإصطناعي في حين تقوم الجامعة بتدريس مبادئ الحاسب وأمور نظرية عفى عليها الزمن!. خيارات المنصات أمامك كثيرة من ضمنها منصة كورسيرا، منصة يوديمي، منصة ماستر كلاس.
عل الهامش: تفرض بعض المنصات مثل Facebool blueprint لتعليم التسويق على فيسبوك مدة صلاحية الشهادة لسنتين أو أقل وذلك بحكم أن المجال يتطور بشكل كبير خلال هذه المدة الزمنية لذا يستحق الشخص أن يتدرب على أمور جديدة في التسويق لينمي معرفته.
ثانياً: الإحاطة
لنفرض أنك تعلمت الأساسيات والمبادئ في المجال الذي نويت الاختصاص به، هل يكفي ذلك مع الممارسة؟، من وجهة نظر شخصية لا يكفي ذلك، هنا أنصحك بالإحاطة وهي أن تحيط نفسك فيما يتعلق بمجالك… مثلاً لنفرض أنك مصمم يمكنك القيام بـ
- الاشتراك بقنوات يوتيوب تقوم بنشر دروس عن التصميم
- متابعة مصممين على الشبكات الاجتماعية
- تصفح أعمال المصممين باستمرار على behance وdribbble.com
- قراءة كتب في مجال التصميم وحضور أي فعاليات تتعلق بهذا المجال
هكذا أنت تحيط نفسك بما يدعم معرفتك وبالتالي يضمن أنك مطلع على كل جديد في مجالك!.
ثالثا: الفضول والتعلم المستمر
أعتقد أن الفضول هو أكبر محرك ودافع لك للتعلم، استتباعا للمثال السابق كمصمم ربما تشاهد إعلان طرقي عجيب وجميل، إن قام الفضول بتحريكك لكيفية محاكاة أو عمل إعلان مماثل هنا ستكتسب خبرة إضافية جديدة، أو إن شاهدت فيديو يشرح لك طريقة ما وقمت بتجربة الطريقة من باب الفضول ستضيف لنفسك جزئية بسيطة من سلسلة المعرفة التي تبنيها في مجال تخصصك.
هذه أبرز النصائح والتي أطبقها من واقع تجربتي العملية… إن كان لديك أي نصائح من تجربتك الشخصية فضلاً أخبرني بها في التعليقات!.
السلام عليكم أخي بشر
شكرا لك على طرحك لهذا الموضوع المهم، اظن انه من المجدي كذلك ايجاد الرفيق المناسب في رحلة التعلم، و كذلك انتهاج طريقة التعلم على التوالي و ليس بالتوازي، فتنتهي من تعلم شيء ثم تنتقل لآخر و هكذا، الأمر الآخر هو ضرورة ادارة الوقت المخصص للتعلم، و كذا تحديد الهدف من ذلك.