في العادة لا أحب أن أسوق لمنتجات أبل فقط لمجرد أنها منتجات أبل وأنها براقة وذات اسم ومنتج مميز ومصمم بشكل ساحر، وإنما يأتي انطباعي عن تجربة الاستخدام في المرتبة الأولى بالرغم من حبي لتصميم المنتجات في العموم ولفتها لنظري.
مع أبل حكاية ليست طويلة، وهنا سميت التدوينة بربطها في ماكنتوش كوني لا أريد أن اتوسع بشكل كبير في أجهزة الماك كعتاد وإنما حديثي عن النظام الذي لم أجد به سوى سهولة استخدام وتيسير بالأعمال، مع ذلك هذا لا يمنع من ذكر مميزات وحسنات أجهزة عائلة Macbook التي دائماً ما أنصح الأصدقاء القادرين عليها باقتنائها واستخدامها.
بداية الأمر كان في عملي الأول، إذ كنت كأغلب المستخدمين معتاداً على نظام ويندوز وأجهزة الـ PC، ومع العمل الجديد قُدم لي جهاز لابتوب بمواصفات لا بأس بها من شأنها أن تيسر عملي، إنما بعد فترة تم سحب الجهاز مني لأبقى أمام خيار جديد كلياً يشبه الأمر كما لو أنك كنت معتاداً على قيادة دراجة نارية وتحولت لسيارة فارهة لم تركب بها من قبل.
كان هناك جهاز iMac ذو شاشة كبيرة على أحد المكاتب يتيم ولايوجد من يستخدمه، كنت أجلب جهازي الشخصي للعمل (Sony Vaio) مع نظام ويندوز 7، لكن الأمر بات متعباً بالنسبة لي كونه جهاز ذو وزن غير منطقي (تقريباً يصل لـ 3 ونصف كيلوغرام وربما أكثر!) وكوني كنت مضطراً لحمله يومياً مسافة طويلة، قررت أن أستلم جهاز الـ iMac حتى تبدأ مسيرة جديدة تقنعني بالتحول.
مع العلم أن هذا سبقه بسنين تجربة سريعة لنظام أبونتو غادرتها منذ عرفت أن علي كتابة أوامر نصية لأشياء من البديهي أن تكون لها اختصارات كون تجربة الاستخدام تطورت منذ نظام الـ DOS الأمر الذي دفعني لحذفه والعودة سريعاً لويندوز أيامها.
يشبه استخدام الماك المرة الأولى كما لو أنك تتصفح عالماً جديداً ذو خيارات جذابة وبراقة، هذا ما يدفع كثير من المطورين لطرح theme يحول ويندوز لمكانتوش (برامج تجميلية قديمة كانت رائجة لويندوز) والميزة التي أشهد أنها ساعدتني دوماً منذ الاستخدام الأول في 2014 في العمل كانت أسطح المكتب المتعددة، والحركة السحرية في الـ Magic Mouse التي تجعلك تتنقل بينها بـ swip واحد، كانت ميزة أذهلتني، فأحياناً كثيرة أقوم بتوزيع البرامج التي أعمل عليها في آن واحد على عدة أسطح مثلاً Photoshop، Google Chrome وما شابه.. مما أعطاني سلاسة في العمل وسرعة في إنجاز المهام.
الحق يقال أيضاً أن مواصفات الجهاز كان لها الدور الأبرز لجذبي لاستخدامه، فألوان الشاشة ليست كبقية الأجهزة الموجودة في المكتب وقتها، شيء ما يجعلك تشعر أن هذا الجهاز صُمم لك بالرغم من أن مستخدمين كثر يعتمدون عليه، إنما هذا هو الشعور الذي ينتابك عند الجلوس أمامه كل يوم، حتى لدرجة أنه إذا ما أُخذ منك ستشعر أنك لن تستطيع العمل مجدداً.
هذه الميزة الثورية نفسها قامت مايكروسوفت بتقليدها في نظام windows لكنها مفتقرة للشيء المكمل لها وهي حركات الماجيك ماوس gestures، فمع ويندوز ١٠ بات بإمكانك استخدام عدة أسطح مكتب، لكن للتنقل فيما بينها عليك الذهاب لزر موجود في شريط المهام بالأسفل والنقر عليه لتعرض لك الأسطح ثم لتتنقل عليك الضغط على الشاشة التي تشغل عليها البرامج الأخرى (حركة تشعر أنها مستهلكة للوقت مهما كانت سريعة) حتى أنني لم أجد أي اختصار في لوحة المفاتيح يساعد في التنقل بين أسطح المكتب المتعددة.
رحلتي القصيرة تلك مع نظام ماكنتوش جعلتني أقتنع بالتحول بشكل شخصي من ويندوز ومشاكله التي لاتنتهي (والشاشة الزرقاء وقتها أحد أبرز المشاكل)، نحو عالم أبل، لأقتني Macbook 2014 بشاشة 13 إنش ومواصفات لا بأس بها تساعدني على العمل بشكل مستقل وتلبية معظم احتياجاتي.
حسناً لمن هو نظام ماكنتوش؟
- إن كنت مصمم
- مبرمج
- محرر صحفي
- مسوق .. كاتب محتوى..الخ
- طالب جامعي
- طبيب .. مهندس.. الخ
أياً كنت.. وأياً كان اختصاصك ستجد أن حواسيب أبل مناسبة لك Macbook و iMac، ربما ستجد صعوبة في تقبل الانتقال خلال الأيام الأولى من الاستخدام لكنك ستتأقلم مع ذلك، أما الحجة التي من الممكن أن تضعها على نفسك بما يتعلق في البرامج.. فأغلب شركات البرمجيات تطرح نسختين من برامجها نسخة لـ ويندوز ونسخة لنظام الماك وبالتالي حتى وإن لم تجد نسخة من البرنامج الذي ستعتمد عليه في عملك فمن الممكن جداً أن تجد البديل له وقد يعجبك البديل أكثر من البرنامج الأصلي الذي كنت تستخدمه (كما حدث معي مع برنامج العروض التقديمية الـ Keynote والذي وجدته قد قطع PowerPoint بمراحل ضوئية) 🙂 .
خذ وقتك وفكر بالبحث جيداً قبل التحول نحو أنظمة ماكنتوش وحواسيب ماكبوك Macbook، واحدة من الأمور التي ستجدها ميزة إضافية هو تخلصك من فكرة مكافح الفيروسات الذي ينهك أجهزتك ويجعل عملك بطيئاً للغاية.. قم بالبحث عن تجارب أخرى للمستخدمين مع هذه الأجهزة، شاهد مقاطع يوتيوب، واستشر أصدقائك الذين استخدموها من قبل فـ لربما تجد نصيحة تجعلك تقرر أيهما الأفضل بالنسبة لك ماكنتوش أم ويندوز.
في النهاية نحت بإقناع صديقين للتحول لأجهزة Macbook وهم سعيدين بالتجربة حتى أن أحدهما تحول لأجهزة Apple كلياً في حياته.. لربما تجعلك هذه التدوينة تنظم لنادي أبل بأقرب وقت 🙂 .