مع الأسف نحن كسوريين بتنا سلعة متداولة كثيراً وفي كل مكان، والأمر الأسوء هو الصورة النمطية عنا كسوريين بأننا أشخاص سيئين، لا نعمل، نعيش على المساعدات الحكومية والأوروبية، ننتظر سلسل غذائية، ننصب ونسرق ونقتل! كل هذا وأكثر بات مرتبط بالسوري أينما حل لا في تركيا وحسب.
صحيح أن الغربة خلقت نوعاً من التناقض مابين أن تحب وطنك وما بين عدم الشعور بالانتماء، لكن الحقيقة القوية أمام هذا التناقض هو أن السوري إنسان ناجح اليوم في كل مكان حل به، لا أقول هذا من باب رفع المعنويات والاعتزاز وخلق الصورة الجميلة فكل تلك الأمور لست بارعاً فيها، وإنما تثبتها الوقائع، فكم من سوري أعاد مبالغ من المال اكتشفها في عفش بيت مستعمل، وكم من سوري ساعد مواطنين البلد الذي يستضيفه، كم من سوري وفر فرص عمل لسوريين آخرين؟ كم من سوري تحدث كل هذا الواقع المرير ونهض وأكمل دراسته وتخرج بدرجة الممتاز؟، كم من سوري تعلم اللغة الجديدة بشكل أذهل المواطنين الأصليين لهذه اللغة؟… كل هذا وأكثر يدل على أننا ناجحين، متأقلمين بسرعة (أو في حد كبير)، لسنا محتالين أو عالة على أحد.
مع الأسف في تركيا ونظراً للاستقطاب السياسي باتت صورتنا كسوريين سيئة بشكل أو بآخر، وهنا بعض النصائح التي ليست بالمستحيلة من شأنها أن تحسن من صورتنا أمام المواطنين الأتراك على اختلاف انتماءاتهم.
1- تكلم بلغة أهل البلد:
اللغة أداة وصل هامة بين الشعوب، تؤدي في كثير من الحالات للتقارب، إن كانت لغتك التركية جيدة، غرد على تويتر، تحدث في المجتمع المحيط من حولك عن حقيقتنا وإيجابياتنا، صحيح أن لدينا السيء والأسوء ممن لجأ لتركيا، لكن ليست كل أصابع اليد مثل بعضها، من خلال اللغة التركية يمكن أن توضح للمجتمع التركي إيجابياتنا، قناعتك بمحاسبة المسيئين مهما كانوا، حالات النجاح التي حققناها، وحبنا لتركيا كبلد وكشعب.
يمكنك أن تفسر كثير من المغالطات المنتشرة حول السوريين في تركيا، فأحد أهم الأمور التي يظن بها الأتراك نحو السوريين هو أنهم لا يدفعون أي ضرائب، وفعلياً الضرائب مفروضة على الجميع أتراكاً كانوا أو أجانب.
2- ساعد وساهم:
عندما تشاهد شخص مسن أو امرأة كبيرة في المواصلات تقف، فمن الاحترام قبل كل شيء أن تقف لها وتعطيها مقعدك بغض النظر عن جنسيتها، فما الحال إن كان هنالك احتقان ما بين الأتراك والسوريين إثر الشائعات وبعض المشاكل التي تخرج بين فترة وأخرى؟… بكل بساطة لا تستمر بالجلوس احتراماً لهذا الشخص، إن عرف أنك سوري سيزيد احترامه لك وسيعرف بأننا لسنا جميعاً سيئين!
3- أوضح ما لا يتم إيضاحه:
هنالك نقطة سلبية أيضاً عند الأتراك هو أننا نجلس بلا عمل ونقبض من الدولة رواتب، علماً أني خلال 5 سنين من وجودي في تركيا لم أجد هذا السوري (المرفه) الذي يصل لهذه الدرجة، علماً أن السوريين يعملون الليل والنهار في سبيل العيش الكريم، من خلال ما تيسر لك من لغتك البسيطة حاول دائماً إيضاح الصورة.
4- توصيلة بطريقك لن تضرك:
أذكر جيداً في الفترة الأولى من قدومي لتركيا أن المطر بدأ ينهمر صباحاً وأنا أمشي باتجاه محطة الترام، لتقف سيارة لأحد الأتراك مع عائلته ويعرض توصيلي، الأتراك ليسوا عنصريين بنسبة كبيرة، فكما ذكرت سابقاً، كل شعب يوجد به السيء والجيد، والجيد يكون أكثر من السيء إلا في ما ندر.
نسبة كبيرة من السوريين تمتلك السيارات في تركيا، عندما تشاهد أحدهم ينتظر على موقف الباص جرب أن تسأله بلغتك البسيطة لوجهته، فلربما تكون قريبة جداً، من شأن ذلك أن يعطي إنطباعاً إيجابياً عنا ويزيد من احترامهم لنا.
جميل