العالم التقني مليء بالمنافسة، ولو أن الشركات مثلاً باتت تصاميمها سخيفة (في بعض الأحيان)، لكن مراهنتها الأكبر هي على الابتكار والابتكار ثم الابتكار.
وأغلبنا يعلم ذلك بمجرد متابعة مؤتمر شركات كبيرة مثل غوغل وفيسبوك وأبل، هؤلاء يعتبرون ربما من يقود عصر النهضة التقنية.
جميعنا شاهد موضة نظارات الواقع الإفتراضي، وأتصور أنها موضة سخيفة إلى حد ما، (شخصياً لم أتقبلها حتى اللحظة حتى بعد رؤية فيسبوك لاستخدامها وعيش الناس في شبكات إفتراضية / واقعية، يتفاعلون مع بعض ويلتقون مع بعضهم البعض وحتى أن لهم شخصيات كرتونية في الواقع الإفتراضي يعيشون بها)، إلا أنني لا أجد مبرراً لكي أذهب وأعيش في داخل بيئة إفتراضية وأضع نظارة من شأنها أن تفصلني عن الواقع المحيط أكثر مما يفعل الهاتف الذكي والشبكات الإجتماعية قاطبةً، حتى أنني بعد تجربة أكثر من مرة لم أجد فيها الراحة، إذ هي أشبه أن تنظر لشاشة سينما كبيرة، دون أن تعطي الصورة كامل مجال الرؤية لديك.
على العموم لسنا بصدد الحديث عن هذه التقنية التي تعد واحد من أكثر الأمور تداولاً اليوم (تقريباً أغلب الشركات بات يطرح نظارات العالم الإفتراضي)، دعونا نعرج اليوم على موضوع لم أبحث فيه كثيراً لكن سأضع مجرد افتراضات وأعرض بعض الآراء.
حسبما أرى.. غوغل واحدة من الشركات التي تضع ثقلها اليوم في الذكاء الصناعي وتعلم الآلة، تتعدد الأسماء (الذكاء الصناعي، تعلم الآلة، التعلم العميق).. إنما الهدف في النهاية واحد، هو برأيي أن يبتكر أدمغة صناعية من شأنها أن تخدمنا في ما نريد مع الإبقاء على حدود لقدراتها.
حسناً الموضوع طويل جداً وأتصور لا يكفيه سطر وسطرين، إنما تقام عليه دراسات وأبحاث وحتى كليات وجامعات، فنحن اليوم نشهد شيء مما كنا نراه في أفلام الخيال العلمي، كفيلم المدمر الذي شاهده أغلبنا، وكفيلم الرجل الحديدي iRon man الذي أراه أقرب الأفلام لهذا التوجه الحديث.
فعلياً.. وفي الأمس كانت الصناعات التقنية محدودة، وهي تقتصر على الأجهزة التي تنفذ ماتريد لكن بتحكمك أنت، أنت من تشغل جهاز الحاسوب وتقوم بالتصميم أو إرسال بريد إلكتروني من الالف إلى الياء، ثم أنت من تقوم بالطهي والتخلص من الأطعمة التي انتهت صلاحيتها، وتقود السيارة، وتقوم بحجز الطيران والفنادق للذهاب لمدينة ما مثلاً، حتى أن ابتكار الروبوت أتصور أنه محدود إلى درجة ما (لم أبحث في الموضوع كثيراً)، لكن أعتقد ذلك، إذاً كل تلك الأمور ليست بالمشكلة العظيمة في حياتنا كبشر نبحث عن التسهيل والتبسيط دائماً (ربما البعض يراه تعقيد فعلياً)… لكن!
الذكاء الصناعي من شأنه أن يغير كل تلك المفاهيم التي اعتدنا عليها، تعلم الآلة منك باستمرار سيجعلها قادرةً على التفكير واتخاذ الإجراءات التي تراها مناسبة، أعيد .. التي تراها مناسبة، هنا الآلة بات لها قرار، تتعلم وتفكر وربما تشعر وتخدع كما في فيلم EX Machina الذي قدم قراءة لكل التقنيات التي باتت تعتمد على مفهوم الذكاء الصناعي لاسيما بعرضه لكيف للروبوت أن يتعلم منا وحتى أن يصل به الأمر لخداعنا (إن شاهدت الفلم ستعي ما أقوله).
هنا يأتي دور تعلم الآلة لتغيير المفاهيم التي سبق ذكرها، فالآلة اليوم بمجرد تواصل صوتي بسيط منك ستنفذ ماتقوله حرفياً، فمثلاً سيعود بمقدور الحاسوب أن يصمم لك ما إن توضح له ما تريد سيكون له منظوره الخاص في التصميم ليخرج لك بأفضل رؤية،
تعلم الآلة من شأنه أن يجعل السيارة تقود نفسها بنفسها وهي حالياً كذلك)، إنما الجميل في غوغل أنها تركز عليه أكثر من أي شيء آخر، ربما قد تطلب منه أن يرسل إيميل لشخص معين ليطلعه على موضوع يعرفه الحاسوب نفسه، أو ربما سيكون بإمكانية الروبوت تعلم الطهي لك، والتعرف على الأطعمة الفاسدة والتخلص منها بمجرد التواصل مع الثلاجة.
مازلنا نشهد على تعلم الألة وشيء كثير من ذلك فعلاً تحقق، على سبيل المثال بإمكان مساعد أبل الشخصي Siri أن يحجز لك في مطعم معين أو فندق ما أو أن يطلب لك سيارة من أوبر أو Lyft، كما بإمكانها أن تحجز لك موعد رحلة طيران، سيارات تسلا ذاتية القيادة أصبحت حقيقة، صار بإمكانها أن توصلك للمكان الذي تريده دون أن تتدخل في عملها!، كل تلك الأمور تحقق بعضها، ولا تستبعد في المستقبل القريب أن يتحقق أكثر منها (كأن تصبح الطائرات ذاتية القيادة في الإقلاع والهبوط أيضاً).
Google Clips:
لم يتسنى لي متابعة جزئية هاتف غوغل لسبب من الأسباب 😀 لكن دعونا نتحدث عن شيء ثوري وغير معتاد، هل تخيلتم يوماً ما الكاميرا الذكية؟
غوغل كشفت عن كاميرا صغيرة أسمتها غوغل كليبس أو Google Clips، ببساطة هذه الكاميرا هي من يقرر إلتقاط الصور لا أنت!.. نعم صدق ذلك، ببساطة هذه الكاميرا قطعة صغيرة فقط من ثورة تعلم الآلة، إذ أنها مزودة بمعالج ذكي وهي تتعلم منك باستمرار وتحسن تجربتها بالتعلم، وكل ماعليك هو تثبيتها وتوجيهها لزاوية ما، كأن تضعها في زاوية من زوايا البيت، ثم تترك القرار لها، إذ تحلل الكاميرا ماتراه وتلتقط الصور والفيديوهات لك لتخزنها في السحاب (Google Photos مثلاً).
تخيلو كم هي ثورية هكذا ميزة في قطعة صغيرة من الممكن أن تضعها في جيبك، هذه الكاميرا لا تعرف على أنها كاميرا احترافية، وليست كاميرا أكشن أو منافس Gopro، هي كاميرا عائلية في المرتبة الأولى وللمتعة، إذ يكفي أن تضعها في مكان ما أثناء لعبك مع أطفالك لتعود لها لاحقاً وترى الصور التي التقطتها تلقائياً!… لربما في المستقبل القريب تصبح هكذا تقنية مدمجة مع الكاميرات الإحترافية وبالتالي ليس علينا سوى أن نوجهه العدسة لما نرغب بتصويره.. فالآلة تفهمنا.
على الهامش:
ثورة تعلم الآلة أدمجتها غوغل بمساعد Home Mini، تمكنه أن يستمع لأوامرك الصوتية، ويحدد من أي زاوية تتكلم معه في الغرفة، ليزيد من حساسية المايكروفونات باتجاهك.
يحمل هاتف غوغل بيكسل 2 مزايا ثورية في الكاميرا، إذ أن كل بيكسل على الحساس فيه ينقسم لـ 2 بيكسل (وكأنها عملية مضاعفة لحجم الحساس) تعرف هذه التقنية بالبيكسل المزدوج أو Dual pixel، وهي تمكن الهاتف من تحديد صور الأشخاص (الـ Portrait) وعزلها عن الخلفية لإعطائها تأثير عمق الميدان (أو العزل)، دون الحاجة لعدسة إضافية، كما أن إلتقاط الصورة الواحدة تخضع لـ 40 عملية مدهشة.. شاهد الفيديو التالي:
كما أن كاميرا السيلفي تتمتع بذات الميزة، لتحتوي درجة عزل رهيبة!، شاهد الفلوغر الشهير MKBHD يجربها!: