عصر كاميرات DSLR أصبح ماض

اليوم هل نحن أمام كاميرات ذكية؟ عصر كاميرات DSLR أصبح ماض ٍ

مع تطور أنظمة الهواتف شيءً فشيء خصوصاً مرونة نظام أندرويد والذي أصبح مدمجاً مع عدة أجهزة (غير الهواتف) أصبحنا اليوم نعيش في عصر الكاميرا الذكية أو مايعرف بالـ Smart Camera شأنها شأن التلفزيونات الذكية التي باتت تنتشر مؤخراً في العالم.

الشركات أدركت أهمية تطويع أندوريد لزيادة مبيعاتها، وبالتالي الاستثمار في ميزة أساسية وهي الكاميرا، وليس من الضروري الإعتماد فقط على الهواتف لذلك حان وقت طرح أجهزة كاميرا تتصل بالإنترنت ويتم تحميل التطبيقات التي يريدها المستخدم وبذلك يستخدم الفلاتر مباشرةً بدلاً من سحب الصور ووضع مؤثرات عادية عليها,وكل ذلك سيؤدي لقتل الجيل السابق من كاميرات الديجيتال العادية التي يرمز لها بـ (point and shoot) (إلى حد ما).

لكن إن سألنا أنفسنا ما الذي يدفعنا كمصورين أو هواة تصوير الإعتماد على هذه الكاميرات؟ بكل بساطة ستكون الإجابة في خصائصها التي ستكون على حساب التصوير الإحترافي (على ما أعتقد):

أولاً: النظام الذكي:

بكل بساطة تأتي الكاميرا الذكية (سواء من سامسونغ أو من غيرها) بنظام أندرويد جيلي بين في الغالب أو أكثر، يتمكن المستخدم من تحميل التطبيقات التي يريد استخدامها في التصوير (وما أكثرها) كما ستكون الكاميرا مناسبة لمستخدمي إنستغرام الشغوفين بتصوير الشوارع لاسيما أن الزوم متوفر في الكاميرات الذكية بجودة لابأس بها (حتى إن كان زووم رقمي).

ثانياً: المشاركة:

الكاميرا الذكية يعني إمكانية إتصالها بأجهزة أخرى من حولها واتصالها بالإنترنت بصورة أساسية، وبما أنها ستكون مُشغلة بنظام أندرويد (غالباً)، سيستطيع المستخدم مشاركة صوره بشكل فوري على فيسبوك وتويتر وإنستغرام وحتى فليكر، كما يستطيع المستخدم إرسال الصور بالبلوثوث أو بتطبيقات المراسلة كـ ChatOn الذي تملكه سامسونغ، إن كان لي الخيار في تصوير الشوارع ومشاركة الصور مباشرةً على إنستغرام أعتقد أن الكاميرا الذكية أنسب من الهاتف المحمول لهذا الغرض والزووم البصري هو العامل الذي يدفعني لهذا الاعتقاد.

ثالثاً: التصوير بسرعة:

بطبيعة الحال كاميرات الـ Point&Shoot تأتي بخيارات سريعة تبعد المستخدم عن التشتت في البحث عن الإعدادات المناسبة، الكاميرات الذكية مع نظام ذكي حتماً ستشكل إختلاف عن الجيل السابق من الكاميرات.

مزامنة DropBox:

قد تكون في أحد حفلات أصدقاءك وتصور عدد كبير من الصور ولم يتسع مجال في كرت الذاكرة للفيديو، ببساطة تقوم برفع الصور لحسابك في دروب بوكس دون أن تحتاج لاستخدام كرت ذاكرة آخر.

صحفياً يمكن الإعتماد عليها:

ماذا لو كنت صفحي وتغطي إحتجاج في منطقة ما؟ الكاميرا مزودة بنظام أندرويد وإنترنت هذا يمكنك من تحميل تطبيقات البث المباشر كـ Ustream و bambuser .

كما إن كنت تقوم بالتصوير والمزامنة مباشرة لدروب بوكس وصديقك الصحفي يتلقى الصور في المكتب أو في منزله هذا يضمن أن الصور ستصل حتى لو قامت الجهات الأمنية بإمساكك وإمساك الكاميرا معك.

يقول (جيري سيفتر) أحد المتحمسين ومستخدم لكاميرا سامسونغ الذكية: “لا أقرأ أي كتب عن تعليم التصوير الفوتوغرافي، فقط أرى ما أراه وأقوم بتصويره من خلال الكاميرا الرقمية التي في جيبي والتي أعرف كيف أستخدمها جيداً. في السنوات الأخيرة كنت أتمنى أن تكون الكاميرا متصلة بالإنترنت وفيها الـ 3G والواي فاي والبلوتوث والآن سامسونغ أتت بكل هذا ضمن كاميرا واحدة، إنها عملية تمزج بين التصوير والمشاركة”.

لكن.. هل أخذت الكاميرات الذكية الصخب المطلوب وسحبت الضوء من الهواتف الذكية؟

فعلياً… لا! لم تنجح لذلك لسبب ما، من الممكن أن يكون السبب تسويقياً، أو من الممكن أن يكون لطبيعة إستخدام الناس لتلك الكاميرات، فالهواتف الذكية تطورت بشكل كبير وبات فيها تقريب، أو زووم بصري واقعي، – جيد إلى حدٍ ما- وهذا بدوره أدى لاعتماد الناس على الهواتف دون الحاجة لحمل كاميرا بنظام ذكي جنباً إلى جنب مع الهاتف المحمول.

فعلياً تقوم الشركات بجهد لا بأس به بتطوير كاميراتها، فمثلاً كاميرات الـ Point&Shotot حافظت على وجودها مع تطور في المزايا كسرعة الفريم وحجم تسجيل الفيديو، وإمكانية وصلها بشكل مباشر بالهاتف ومزامنة الصور إليه.. وبالتالي مشاركتها وتعديلها على الهاتف المحمول.

إلى جانب هذا أذكر أن صرعة جديدة انتشرت في وقت سابق كانت تعرف باسم Lytro camera، وهي في الأساس من حمل فكرة التحكم في عمق الميدان، وسمحت للمستخدم أن يحدد أي العناصر يريد أن تظهر في الصورة وأيها تغطى بالضبابية أو مايعرف بالتحكم بعمق الميدان والفوكس، إلا أنها أيضاً هي الأخرى أصبحت ضحية تطور الهواتف المحمولة لتأتي الميزة ذاتها في كاميرات آيفون وبقية الهواتف.


كتبت هذه التدوينة نهايات سنة 2014، الزخم التقني المتسارع جعل من فكرة الكاميرا الذكية نوعاً من الماضي، لكن تحليلاً يستحق الموضوع أن ينشر ويسلط الضوء عليه.

شكراً لقراءة التدوينة 🙂

شارك هذه التدوينة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *