Apple Logo on steal background

أبل شركة ذات وجهين

تدور منتجات أب حول حياة المستخدم وكثيراً ما يذكر بذلك الرئيس التنفيذي للشركة في بداية مؤتمرات الشركة التي تعقدها بشكل سنوي للكشف عن منتجاتها، في بداية كل مؤتمر تعرض الشركة الأثر التي تحققه منتجاتها  في حياة المستخدمين ذوي المهن الإبداعية كالمخرج والمصور وصناع المحتوى، إلى جانب المستخدم العادي، وصولاً للمستخدمين من ذوي الاحتياجات الخاصة.

مع كل مؤتمر من أبل يبرز ذلك الاعتناء بالمستخدم ضمن الـ DNA الخاص بالشركة، يرافق ذلك إبداعية في إعادة تصميم المنتج ومزاياه، فزر الكاميرا الذي أضافته أبل على iPhone 16 بإصداريه العادي والـ Pro ليس بجديد! قبل عشرة سنين كان هذا الزر وما زال يرافق معظم ما تطرح شركات الهواتف وأذكر ذلك حتى مع هواتف Sony Ericsson سابقاً، إلا أن أبل طرحته بشكل ثوري بتجربة مستخدم جديدة كلياً وسمته Camera Control بدلاً من تسميته بزر للتصوير.

الإبداعية في أبل لا تقتصر في المنتج ومزاياه، بل ستجدها في تصميم تجربة المستخدم، في النظام، في شكل العلبة والميكانيزيم الخاص بفتحها ببطئ، في ترتيب محتوياتها بشكل أنيق ومخفف، ستجدها في تسويق المنتج وإبراز أثره في حياة الناس من جوانب عديدة، في تقديم المنتج ومزاياه بشكل غير مألوف، كل ذلك تجده في الحمض النووي الذي يسري في أقسام الشركة.

خذ على سبيل المثال أكثر ما يؤثر بنا كمستخدمين لمنتجات الشركة وهو تسويقها، قدمت الشركة هذا الإعلان مصورةً كيف يندمج فرانكشتاين بين أهالي البلدة الذين يبدون تعاطفهم معه خلال موسم الأعياد:

أو على سبيل المثال شيء يألفه معظم جيل التسعينات من محبي برنامج “افتح يا سمسم” وهو كعكي أو ما يعرف بالـ Cookies Monster والذي يستخدم Siri خلال تحضيره للبسكويت:

لكن على الجانب الآخر:

لي آستخدم آبل منذ نحو عشرة آعوام ولكن لم آكن آعي ما يقال حول احتكرية الشركة قبل هذه التجربة، أذكر جيداً أن صديقاً رقمياً كان يدافع عن أبل حد الاستماتة، سحرني كلانه آنذاك علي أن أعترف، لكن مع مرور الزمن ومع كُبر المنافسة أمام من باتوا يظهرون أمام أبل أصبحت أشعر كمستخدم أن احتكارية الشركة أصبحت مقرفة جداً.

في عهد مضى كان كثير من مستخدمي أبل يتفاخرون بكون الهواتف القديمة من آيفون تحصل على تحديثات مستمرة حتى بعد طرح عدد جيد من الأجهزة بعد أجهزتهم، فلو كنت مثلاً تمتلك آيفون 7 ستتفاجأ بأنك تحصل على تحديثات للجهاز حتى بعد خمس سنين من طرحه، وهذا الأمر دائماً ما كان نقطة تلعب في صالح أبل والتي تذكر باستمرار باستراتيجيتها أن المستخدم هو محور وجودها وعملها والعناية به وتقديم ما يريده والميزات التي من شأنها تحسين حياته هو صلب عمل الشركة.

التجربة الشخصية:

غالباً رأيت أحد الميميز التهكمية على الإنترنت التي تسخر من أبل كأن تشتري السيارة من دون مفتاح وإن أردت مفتاح عليك أن تدفع سعر إضافي، للأسف هذا التريند في مجال الأعمال بدأته أبل وأعتقد أن شركات أخرى تحذو حذوها، المشكلة ليست هنا، وإنما في التوافقية ما بين المنتج الرئيسي والمنتج المكمل له، فمثلاً شخصياً كان لدي iPad Pro من الجيل القديم وكنت سابقاً قد أحضرت له قلم الجيل الثاني Apple pencil 2 والأمور إلى حد هنا جيدة جداً.

بعد أن بعت الجهاز وقمت بالترقية نحو iPad Air الجيل السادس والذي يعمل بمعالج Apple M2 لم يعد القلم ليفيد كونه غير متوافق مع الجهاز وفعلياً أعتقد (من باب نظرية المؤامرة) أنه يمكن حل المسألة بتحديث بسيط داخل النظام لا أكثر، لكن طمع الشركة نحو الربحية وإجبار المستخدمين لا حدود له، فأنت اليوم تشتري جهاز جديد… عليك أن تشتري ملحق جديد وإلا لن يكون الملحق القديم نافعاً لك!.

لأزيد من الشعر بيت، لدي شاشة أقوم بتوصيل الآيباد عليها، خطر لي أن أقوم باستخدامها مع لوحة المفاتيح الخارجية وفأرة أبل Magic Mouse الجيل الأول.

الأمور مع Magic Mouse تسير بطبيعة الحال بسلاسة، اللحمد لله أن أبل لا ترسل لها تحديثات لتقوم بإبطائها أو عمل شيء ما يدفع المستخدم لبيعها والترقية نحو واحدة جديدة، فأنا أمتلكها فعلياً منذ 10 سنين، ولو أن الاتصال بينها وبين الحاسوب ينقطع بشكل جنوني في بعض الأحيان إلا أنها أكثر المنتجات عمراً عندي.

المهم، قمت بتجربة توصيل الفأرة مع الآيباد وقمت بتوصيل الآيباد مع الشاشة ولوحة المفاتيح بشيء يشبه إلى حدٍ ما تجربة الحاسوب، لكن المفاجأة العظيمة هي أني لا أستطيع استخدام ميزة الـ Scrolling والسبب أنني أستخدم فأرة أبل الجيل الأول، بعد البحث في جوجل وجدت أن أحد المستخدمين واجه نفس المشكلة وأغلب الأجوبة تحكي له أنه في حال قام بالترقية لـ Magic mouse الجيل الثاني فسيعمل الـ Scrolling بكل سلاسة!

ما هذا يا Apple! أتخيل بالفعل يوماً سيتحقق الميميز الشهير، ما أن تفكر الشركة بطرح سيارة من دون مفتاح وإن أردت مفتاح عليك أن تدفع إضافي.

فأرة تعمل بشكل جيد جداً ولها خصائص تمكنها من العمل مع كل أجهزة Macbook ما الذي يمنع الشركة من توفير تحديث لنظام iPad Os حتى يدعم ميزة الـ Scrolling!

هذه تجربتان فقط من ضمن تجارب أجهلها والتي أعتقد بها أن الشركة تجبر المستخدم على أشياء لا يطيقها هو وجيبه!، وأنا على يقين أن هنالك تجارب مستخدمين أكثر توضح مدى انحياز الشركة فقط لجمع الربح وتنمية المبيعات على حساب جيوبهم.

خذ على سبيل المثال أيضاً تجربة صديق لي بعد أن تعطلت شاشة حاسوبه، بدأ بالبحث عن حل للمشكلة، وخلص إلى أن إصلاح الـ Macbook الخاص به وشراء شاشة جديدة (من Apple أو من المراكز الموثوقة من قبلها) سيكلفه ما بين 600- إلى 700$ ما يعادل نصف ثمن جهاز جديد!، الأمر الذي دفعه للبحث عن بدائل مستعملة (من Apple) اكتشف لاحقاً أنها تستهلك من موارد الجهاز ومن عمر البطارية!.

شارك هذه التدوينة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *