إلى فترة طويلة كنت أعارض هذا المبدأ، لكن بعد عدة تجارب اكتشفت أن حضور العلامة التجارية يجب أن لا يقتصر على العالم الرقمي، كالإعلان على الشبكات الإجتماعية أو شبكات مثل Adwords (إعلانات غوغل)، أو حتى الإعلانات الإذاعية والتلفزيونية وحسب، إذ يعد التسويق القائم على الأحداث وسيلة هامة ولا يستهان بها في خلق جمهور للمؤسسة أو العلامة التجارية في منطقة ما.
فلنحلل المسألة قليلاً، لما يدعم بنك ما مهرجان جاز موسيقي؟، أو لِما تقوم شركة ما بعمل مؤتمر يصرف عليه مبالغ كبيرة جداً؟
أولاً: خلق اتصال ووعي بمجتمع محلي بمنطقة ما:
بالتأكيد الإعلان عبر الشبكات الإجتماعية بات يسمح بيسر وسهولة على استهداف مدينة ما وضخ الإعلان فيها بمختلف الشبكات الإجتماعية، لكن لكي يكون هناك اتصال مباشر بالعلامة التجارية وبفعالياتها، وتفاعل معها، نحتاج هنا لحدث ما، حفلة تقام، ندوة فكرية، عشاء خيري مثلاً.. وما إلى ذلك!، تساهم الأحداث هنا بشكل فاعل في عمل وعي بالعلامة التجارية وبالتسويق عبر الكلام، كما تكرارها يزيد من انتشار اسم العلامة التجارية بشكل أكبر في كل مرة، وتؤسس لصورة ذهنية لدى الحضور حولها، وفي هذه الحالات يلعب حجم الفعالية الدور الأساسي في قياس نتائج نجاحها، (كحضور 1000 شخص، أو 2000 شخص أو أكثر!).
ثانياً: يسهم الأمر في جمع البيانات:
من الأمور المهمة للأحداث أنها تقوم بالتشبيك وخلق العلاقات العامة بين الحاضرين مما لا شك فيه، إضافةً إلى ذلك تقوم بخلق العلاقات بين المؤسسة صاحبة الحدث وبين الحضور، وبالتالي يتكون قاعدة بيانات كبيرة بحسب حجم الحضور، تساعد المؤسسة في تحقيق أهدافها، والترويج المستمر لها واستهداف الشريحة التي سبق وأن حضرت الفعالية، وربما استهدافها للترويج لفعاليات قادمة، ومنتجات جديدة، فعلى سبيل المثال جمع إيميلات الحضور من الممكن أن يفيد في زيادة عدد المستهدفين برسائل البريد الإلكتروني للنشرة البريدية للمؤسسة، أو يمكن تخصيص استهدافهم عبر فيسبوك بوك من خلال إنشاء جمهور قائم على البريد الإلكتروني.
ثالثاً: بالتسويق من خلال الأحداث تتشكل فرصة للقاء بصانعي القرار:
لو كان هناك مؤتمر سياسي كبير يحضره صناع قرار من كبرى الدول، أو مؤتمر تقني به يحضر كبار الشركات التقنية ورؤسائها، ستزال العراقيل والحواجز التي غالباً ما تكون موجودة عند محاولة أي جهة الوصول لهؤلاء المسؤولين، من خلال المؤتمرات أو الفعاليات سيصبحون أقرب للجمهور وبالتالي تتشكل فرصة الوصول لهم بشكل أسهل من ذي قبل.
رابعاً: تعد الفعاليات مهمة للتعرف على الغير:
من خلال استكشاف السوق، والفرص التي تتوفر به، والتعرف على منتجات المنافسين وطريقة سيرها، كل هذه الأمور ستكون مناسبة من خلال الفعاليات والمؤتمرات والمعارض التي تقام.
خامساً: يعد المؤتمر فرصة عظيمة للكشف عن منتج جديد:
وقد يكون المنتج منتجاً مبهراً للغاية، وهنا تقدم لنا شركات التقنية دروس عظيمة في هذه الحالة، فشركات مثل أبل، غوغل، هواوي، سامسونغ، فيسبوك، مايكروسوفت.. كل تلك الشركات تختار للكشف عن منتجات معينة مؤتمرات كبيرة لها تعرض من خلالها أفضل ما توصلت له، وهذا سبب لدى أبل لاختيار مؤتمر سنوي تكشف فيه عن جهاز آيفون أو أجهزة ماكبوك، أو حتى نسخة جديدة من نظام التشغيل، أو كما تقوم سامسونغ مع حدثها السنوي الذي أسمته samsung unpacked وتقوم بالكشف عن هواتفها الرائدة مثل Galaxy note أو Galaxy S.
يشكل هذا النوع من المؤتمرات عنصراً هاماً لجذب وسائل الإعلام ورواد الصناعة نحو المنتج، لا يقتصر الأمر فقط على الكشف، فالمؤتمر يجب أن يتمتع بإبهار بصري على جميع الأصعدة، طريقة التقديم، العروض البصرية والمؤثرات، الصوت والشرح والإبهار، إلى جانب منح التجربة للحضور للاطلاع على المنتج ومعاينته والحديث عنه، يصاحب ذلك دعوة المؤثرين ومن يمتلكون جمهوراً كبيراً في الشبكات الإجتماعية للمؤتمر فهؤلاء يعتبرون نافذة ووسيلة تسويق هامة تساهم في تضخيم الحدث إن صح التعبير، وزيادة التفاعل معه في العالم الافتراضي.
في تدوينة قادمة إن شاء الله سأتحدث عن افكار تسويقية يمكن أن تستخدم داخل الفعاليات..