كلوب هاوس clubhouse تطبيق يصنف كشبكة اجتماعية ويعتمد على الصوت كمحتوى أساسي.. أسس التطبيق في نيسان 2020 من قِبل شركة ألفا اكسبلوريشن، لكن لم ينل شهرته إلا في 2021 بسبب استضافة رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك في حوار داخل التطبيق من قبل نادي Good time، وتغريده على حسابه على تويتر حول التطبيق ودعوته للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحوار ضمن منصة كلوب هاوس.
في الوقت الحالي ولغاية كتابة هذه التدوينة لا يعمل كلوب هاوس إلا على بيئة iOS أي لهواتف آيفون حصراً، مع العلم أن الشركة تعمل حالياً على تطوير نسخة للأجهزة التي تعمل بنظام أندرويد، وقد وعدت بإتاحتها قريباً.
اعتمدت استراتيجية كلوب هاوس على النمو من خلال نظام الدعوات، إذ لا يمكن لأحدهم التسجيل بالتطبيق دون دعوة مستخدم سابق له، فمثلاً يمكن لكل شخص سجل في هذه الشبكة الاجتماعية دعوة شخص آخر وسيظهر في حسابه أنه دُعي لاستخدام التطبيق بواسطة المستخدم الفلاني.. هذه الاستراتيجية والتي تسمى هكر النمو أو growth hacking طُبِقت في السابق من قِبل شركة دروب بوكس Dropbox والتي كان أي شخص يقوم بالتسجيل ويقوم بدعوة أشخاص آخرين للتسجيل يحصل على 250 ميغا إضافية لمساحته في خدمة التخزين السحابي، لكن كلوب هاوس اعتمد أكثر على فكرة الحصرية والتي شكلت فضولاً عن الجمهور لمعرفة ماهو التطبيق والحصول على دعوة لاستخدامه. إضافة ً لتوفره على بيئة iOS عن سواها.
شبكة اجتماعية قائمة على الصوت ولا شيء آخر!
كلوب هاوس لم يأتِ بشيءٍ جديد، فقد أعاد إنشاء أفكار سابقة بنسق مختلف، إذ أنه يكاد لا يختلف عن غرف الدردشة الصوتية التي كنا نستخدمها سابقاً في مواقع الدردشة أو في التطبيقات من قبيل بال توك Paltalk أو Aim Messenger لكن سياق أو الـ Concept الخاص التطبيق كانت في تحويل فكرة برامج الدردشة التقليدية لشبكة اجتماعية يتواجد فيها غرف دردشة هادفة وبناءة تخلق حوارات في مختلف المجالات كالسياسية والرياضة والعلوم والقضايا التي تستحق النقاش بالفعل.
لكل مستخدم كلوب هاوس ملفه الشخصي ويمكن متابعة مستخدمين آخرين، والانضمام لغرف المحادثة الحية والتي أيضاً تعتمد على فكرة الحصرية، فالتطبيق لا يقدم نسق البودكاست الذي تسمعه متى ما أردت وإنما يعتمد على حوارات تتم في ساعة معينة وبشكل مباشر ما يعني أنه يختلف عن البودكاست ولا يعد منافساً له وإنما مكملاً لفكرته.
فكرة المحادثات الحية هذه ستلزمك بإزاحة بعض المهام أو الأمور من وقتك للاستماع لها، صحيح يمكنك الاستماع مثلاً خلال القيام بعملٍ ما لكن هنا لن تستطيع التركيز كلياً في هذا العمل نظراً لأنه لايمكنك إعادة الاستماع لفكرة سبق طرحها ما يعني أنك يجب أن تنغمس كلياً وتركز في الحوارات الدائرة على كلوب هاوس.
ماذا يمكن أن أستفيد من كلوب هاوس؟
حسناً، يمكنك تدعيم المجال الذي تختص به، فإن كنت طبيباً يمكنك الاستماع للنقاشات التي تحصل في مجال الطب، يمكن للمراكز البحثية السياسية أن تقوم بحوارات ضمن مجال عملها على كلوب هاوس بدلاً من عقدها ضمن جلسات Zoom وبثها على أحد المنصات مثل Facebook أو Youtube، يمكنك تدعيم معرفتك مثلاً في حضور محادثات تتعلق بالتسويق، أو التصميم، أو قراءة الكتب، أو أي مجالات بناءةً يتحدث ضمنها أصحاب الخبرة والاهتمام.
هل كلوب هاوس فعلاً للنخبة؟
لا بكل تأكيد.. لايوجد اليوم مواقع إلكترونية مخصصة لفئة من الناس دون أخرى، بيئة المواقع الإلكترونية المفتوحة يعني أنه يمكن أن تستقطب مختلف الفئات، لا سيما فئة الناس التي تطرح المواضيع السخيفة والتافهة (هذه الفئة التي تنشط بشكل كبير على Tiktok وعلى Youtube)، وحتى منصات أخرى صُنفت للنخبة مثل Quora تجد عليها مواضيع سخيفة وأسئلة تافهة، ما يعني لا يوجد موقع (مفتوح للجميع) يستطيع أن يحصن نفسه ضد هذا النوع من المحتوى.
هل كلوب هاوس للجميع؟
لا أعتقد أن كلوب هاوس في الوقت الحال موجه لمجال الأعمال أو يمكن الاستفادة منه للشركات لتدعيم جمهورها، حصل سابقاً وأصبحنا نرى ضمن تدفق المحتوى الخاص بـ Quora إعلانات ترتبط بنوعية الأسئلة الموجودة ضمن المنصة، وفي الوقت الحالي يعتبر كلوب هاوس تطبيق صافٍ من الإعلانات وباعتباره شبكة ناشئة ما زال يعتمد على التمويل والاستثمار من قِبل مستثمرين تروق لهم فكرة التطبيق… إلى أن يجد التطبيق فكرة يخرج منها دخل يتكفل بتمويل العمليات أو ربما يباع لشركة ما فيصبح مكملاً لمنتج آخر مثل Quora.
لاحظت أن بعض المؤسسات باتت تقوم بعمل حسابات على كلوب هاوس وباعتقادي الأمر لا يعدو عندهم عن كونه هبة للمشاركة بتطبيق trend في الوقت الحالي، إذ أن أكثر الغرف والنقاشات فاعلية هي من قبل أشخاص ذو تجربة أو أصحاب تجربة إن صح القول.
هل يستمر كلوب هاوس بالصعود؟
فعلياً جلب التطبيق أنظار الجميع لاسيما من يبحثون عن مساحة هادئة للنقاش، ولطرح الأفكار القيمة، لكن شأن التطبيق شأن بقية الشبكات الاجتماعية الأخرى فالتوسع بعدد المستخدمين ودخول معظم الأفكار والحوارات عليه سيجعله كبقية التطبيقات، وهنا يطرح السؤال نفسه.. هل سيبقى مكان المحتوى والنقاشات القيمة على كلوب هاوس؟ باعتقادي لا والجواب هو نفسه كما ذكرت في الفقرة السابقة، إلا اللهم إن ذوّد التطبيق نفسه (أو حصن نفسه) بشكلٍ ما! ساعتها سيستمر بالصعود لكن ضمن فئة ضيقة، إذ ستقوم معظم الفئات بتجربته والعودة لتطبيقات أخرى ترى فيها التسلية مثل تيك توك أو انستغرام، ويستمر كلوب هاوس بفكرته مع تطويرها لإضافة ميزات مستحدثة كـ أن يكون هناك جلسات مسجلة يمكن الاستماع لها لاحقاً (أو ربما إمكانية نشر الجلسات التي تم نقاشها واختفائها بعد 24 ساعة مثلاً لضمان دخول الناس والاستماع لها في وقت لاحق).
أنظار شركات وادي السيلكون بالتأكيد لم تكن بعيدة، وشركة مثل Facebook بكل تأكيد ستدلي بدلوها وتقوم بنسخ الفكرة تماماً كما فعلت مع Snapchat لكن بكل تأكيد جميعنا صار يعرف أن فيسبوك بات لايعدو عن كونه نسخة مقلدة لكل شيء وعدم تخصصه جعل منه مجلة صاخبة بصرياً ومليئة بالمحتوى التافه، شركة تويتر على سبيل المثال تختبر ميزة twitter spaces وهي ميزة لاتختلف كثيراً عن كلوب هاوس وفكرتها أيضاً في مجموعات نقاش صوتي تظهر لك ضمن شريط القصص بشيء يشبه الـ لايف على إنستغرام.. لكن تويتر هي الأخرى باتت تخرج عن هويتها ولا أعتقد أن الحوارات التي ستدور ضمن twitter space سيكون لها قيمة.
في النهاية هل كلوب هاوس شبكة اجتماعية؟.. يقول مؤسس التطبيق بول ديفيدسون على مدونة التطبيق:
هدفنا بناء شبكة اجتماعية أكثر إنسانية حيث بدلاً من نشر المحتوى يمكنك الاجتماع مع الأشخاص والتحدث معهم، قيمة التطبيق تتجلى في أنك بعد أن تنتهي من جلسة ما وتغلقه تشعر بالسعادة بأنك التقيت أصدقاء جدد وعمقت صداقتك وتعلمت منهم.
إن أعجبتك.. شارك هذه التدوينة مع أصدقائك.