Site icon مدونة بشر

عن فكرة تحويل تويتر لشبكة ذات اشتراكات

أظن أن معظم من يتابعون أخبار التقنية سمعوا بإشاعة تحول تويتر لفكرة الاشتراكات الشهرية وهذا ليس ببعيد بسبب تراجع إيرادات الإعلانات على الموقع بسبب جائحة كورونا وما خلفته من أزمة اقتصادية في قطاع الأعمال.

في الأساس كانت فكرة الإعلانات على تويتر ومازالت رديئة للغاية، كتجربة استخدام إذا ما قورنت بتجربة فيسبوك، تويتر يعتبر معقد في الإعلانات ولا يوجد له فاعلية، فـ لفترة طويلة كانت الإعلانات على تويتر محصورة بوكالات الإعلانات التي يجب أن تتواصل معها كمعلن لكي تقوم بتشغيل حملة إعلانية لشركتك أو لنشاطك التجاري، وقبل فترة بسيطة حتى (أدركت) الشركة ضرورة أن يكون بإمكان أي مستخدم تشغيل حملة إعلانية بنفسه / أو من خلال فريق الشركة بدلاً من التعامل مع الوكلات!، إذ لم تستفد شركة تويتر من فكرة (جعل الكل معلناً) تلك الفكرة التي طبقها فيسبوك مع الصفحات وسهل استخدام نظام الإعلانات بحيث أن صاحب أي نشاط تجاري وبخطوات بسيطة وسهلة من الممكن أن يطلق حملة إعلانية متواضعة تتلاءم مع نشاط عمله.

لكن لنحلل الموضوع من وجهة نظر تسويقية.. لما علي كمستخدم أن أدفع اشتراك شهري مقابل أن أدخل لأرى ماذا غرد فلان وماذا قال فلان بتجربة خالية من الإعلانات (كما يشاع)؟ هل يستحق ذلك الاشتراك بالفعل؟

فعلياً فكرة الاشتراكات المدفوعة لا تتلائم مع تويتر كشبكة إجتماعية (حتى شبكة مثل فيسبوك / إنستغرام لا يلائمها ذلك). إذ أن الاشتراكات المدفوعة أثبتت نجاحها في الخدمات التي ترتكز على عنصر الترفيه مثل اشتراكات خدمة نيتفليكس أو Design+ أو hulu إذ أن المستخدم هنا يدفع مقابل الترفيه، أو يشتري الترفيه بصريح العبارة، والأمر ذاته مع Youtube premium الذي يوفر تجربة خالية من الإعلانات إلى جانب محتواه الأصلي (مسلسلات وبرامج وأفلام خُصصت لمشتركي premium) مع الوصول لخدمة Youtube Music، ناهيك عن ميزة تشغيل الفيديو في الخلفية في تطبيق يوتيوب.

تويتر أمام هذا ما الذي لديها كشركة لتجعل المستخدم يُقبل على نظام الاشتراكات المدفوعة/ الشهرية؟ من وجهة نظر شخصية لا أعتقد أن المستخدم يهمه أن يدفع مبلغ من المال مهما كان رمزي لأن يحصل على نسخة صافية من الإعلانات وإنما من الممكن أن يدفع لقاء مزايا استمر الطلب عليها طويلاً لتكون ضمن تويتر بشكل مجاني لا مدفوع:

مزايا الاشتراكات المدفوعة طرحها تويتر للاستبيان لبعض المستخدمين من قبيل مهلة 30 ثانية للتراجع عن التغريدة، وتخصيص الألوان (ما سيزيد الفوضى البصرية لتويتر)، ونشر فيديوهات طويلة وعالية الدقة (لا أظن أن تويتر المكان الأنسب لمتابعة الفيديوهات الطويلة)، إضافة لتحليلات واحصائيات مخصصة وشارات للملف الشخصي، وردود تلقائية وغيرها.. بعض تلك المزايا من البديهي أن يأتي بشكل مجاني لا مدفوع إلا أن الشركة يبدو أنها تبحث عن أي فكرة لاستثمارها وتحصيل التمويل من خلالها على اعتبار أن الإعلانات لا تؤتي أُكلها كما يبدو.

الأحرى لشركة تويتر تطوير نظامها الإعلاني وواجهة الاستخدام داخله، وتطوير تجربة المستخدم على الأقل للسماح بتعديل التغريدات المجدولة، الميزة التي من المفترض أن تكون بديهية وموجودة، إلى جانب إمكانية تعديل التغريدات (الميزة التي يقول عنها المدير التنفيذي لتويتر جاك دورسي فلسفياً يجب أن لا تتواجد داخل المنصة) علماً أنها مطلوبة وبشدة.

أظن أن الأنسب أيضاً لشركة مثل تويتر هي تحويل فكرة الاشتراكات المدفوعة لتتلاءم مع قطاع الأعمال لا مع المستخدم العادي أو الصحفي وغيره، فالشركات تتبنى تويتر للتواصل مع العملاء وقاعدة المعجبين، والأفضل أن تكون هذه الفئات مخصصة للشركات التي تود ذلك لأن من شأنها أن تعزز قدرتها على استخدام المنصة (ردود تلقائية وغيرها…).

شارك هذه التدوينة
Exit mobile version