لا إبداع مع العمل الوظيفي
في العمل الحر تضع لمساتك الخاصة، ترسل للعميل، يضع متطلباته ضمن حدود معقولة، وفي حال خالفت المبادئ التي تتبناها فلن تقبل بذلك وتعتذر عن إكمال العمل، هنا تكون استمريت على نهجك الخاص، في حين ستضطر لأن تتنازل عن مبادئك في العمل الوظيفي إرضاءاً لكلمة مديرك في السلم الإداري.. هذه حقيقة مرة.
حياتك مقيدة في العمل الوظيفي
بمجرد إمضاء عقد العمل ستشعر أنك تنازلت عن حياتك كلياً في جزء من يومك، إلى متى سيستمر ذلك؟ شهر شهرين، سنة؟ هنا تشعر أنك بعت حياتك وأكثر فترة من الممكن أن تكون منتجاً بها، قد تخطر لك أفكار لمشاريع شخصية، تعلم مهارة ما، أي شيء تود أن تقوم به في هذه الفترة لا تستطيع لأنك مقيد بعمل ما، ينطبق الأمر على الإجازات وعلى استجرار عطف مديرك ليمنحك إجازة لسببٍ ما، فيشعرك وكأنه مالك لقرارك بالكامل.
العمل الوظيفي لايعني بالضرورة الاستقرار
قد تكون الأعمال الوظيفية بنسبتها الأكبر مستقرة، لكن هذا الاستقرار سيصاحب روتين قاتل يجعل من حياة الموظف تعيسة، صحيح أن الشركات والمؤسسات ذات الدخل الجيد توصف بنوع من الاستقرار، لكن إن أراد مدير ما أو الموارد البشرية إزاحة موظف عن عمله فسيجد ألف وسيلة لذلك.
فارق عظيم ما بين الآمان الوظيفي والوظيفة الآمنة
الآمان الوظيفي هو ما تكتسبه من خبرات وكفاءة بحيث يكون طلب على عملك أينما ذهبت، ويعتمد على التطور وبناء القدرات والتعلم المستمر أيضاً، في حين تنسب الوظيفة الآمنة “للكسالى” على حد قول البعض، لا يوجد بها أي تطور، وجل اهتمام الشخص بها هو استلام المرتب نهاية الشهر.
الحقيقة المرة! لا تطور في العمل الوظيفي…
عن تجربة 5 سنين في العمل الوظيفي، لا شركة تبحث عن تطويرك والاستثمار بك كموظف، قلة قليلة من يولون أهمية للتطور وهي أهمية مادية ألا وهي زيادة المرتب بنسبة معينة، إنما منحك الخبرات اللازمة وتعليمك على مهارات جديدة وتدرج في السلم الوظيفي فانسى ذلك.. فهذه الشركة أو المؤسسة شبه نادرة.
في العمل الحر من الممكن أن تعمل لإشهار اسمك، وليعرفك الجميع، كما من الممكن أن يكون لك نمطك الخاص في العمل بحيث يعرفك الناس من خلاله.
لا يعني العمل الحر بالضرورة الراحة والاستقرار، فهو مرتبط أيضاً بتدفق الزبائن تجاهك وكلامهم عن عملك، نوعية الزبائن ليست بالضرورة من النوعية التي ستعجبك، أو التي تتفهمك لتتعامل معك، أحياناً قد تحاول العمل باحترافية وفق خطوط ومبادئ ترسمها لنفسك لكن تجد عميل ما لا يقدر هذا النهج كأن تعمل على نهج معين في مجال التصميم ثم تعتمده في أحد المشاريع مع عميل ما لتجده أنه لا يعجبه ولا يقدره إطلاقاً مع العلم أنه المنطقي مقارنة برؤية العميل التقليدية، أو كمثال آخر مراعاتك لموضوع التصحيح اللوني والتلوين بعد مونتاج الفيديو إلى جانب تصميم المؤثرات الصوتية، التي إن كان العميل تقليدياً للغاية سيضرب بها عرض الحائط… كما يقال!.
في النهاية إن كنت تود الإبحار أكثر في مجال العمل الوظيفي، أنصحك بالاستماع لبودكاست ما قل ودل من هنا.