لن آتي إلى الفاتح إلا إن قمت بدعوتي على كأس شاي على حسابك، كانت هذه حجتي لصديق حاول دعوتي مراراً لنلتقي، لاسيما وأن المدن الكبيرة تأكل الوقت بمواصلاتها وبعد مسافاتها، إلى الفاتح هذه المرة للاستكشاف لا لزيارة الطبيب، أو لقضاء عمل ثم العودة للمنزل البعيد..
أتعلم؟! فلتذهب المقاهي ولتذهب معها دعوة الشاي تلك! لا أطيق الجلوس أحضر كاميرتك ودعنا نضيع في أزقة الفاتح..
الفاتح هو الحي الذي سكنه وبُني به جامع السلطان محمد الفاتح بعد أن سيطر على الجزء الأوروبي من اسطنبول إثر فتح إسطنبول (القسطنطينية آنذاك)، لست بصدد الإبحار في التاريخ للوراء، لكن أغلب من يأتي لاسطنبول لايعرف منها سوى السلطان أحمد، تقسيم، وقليل من المعالم السياحية المشهورة على الشبكات الإجتماعية، بينما تحتوي أزقة الفاتح كماً هائلاً من الإلهام البصري، مازجةً بين ماهو تاريخي، وماهو عصريّ بألوانه كما في حي بلاط التاريخي الذي عاش به اليهود بعد أن جلبهم السلطان بايزيد إثر محاكم التفتيش في أوروبا.
الجميل في الفاتح هو أنك سترى بها سوريا الصغيرة (إن كنت سورياً)، أما إن كنت عربياً وزرتها، ستلاحظ أن أغلب الجالية السورية تقطن في حي الفاتح، لربما بسبب شبه أبنيته بأبنية دمشق، شيء من رائحة الشام تجدها هناك، باعة متنقلين، ومحلات عربية إلى جانب المحلات التركية، ومطاعم لا يتوقف ضجيجها ليلاً نهاراً، كلها تجتمع بالفاتح.
تابعني على إنستغرام: @Beshr.Abdulhadi
910 إجمالي القراءات