التصميم يحل مشكلة!

التصميم يحل مشكلة، هذه واحدة من العبارات التي سمعتها في بودكاست جزالة والتي مازالت أذكرها في بالي مع كل موقف يتعلق بالتصميم، بالرغم من أني لم أكن أمارس هذه المهنة لكن مع الأيام بدأت أعي معنى ذلك ومع التجربة والممارسة (والشيفت كارير) تأكدت بالفعل من أن التصميم يحل مشكلة.

قد تبدو العبارة فارغة أو فلسفية إلى حدٍ ما، لكن لمن يمارس التصميم سيدرك جيداً مدى واقعيتها.. طالب التصميم أو مقدم الطلب لايعرف ذلك حتماً لكن من ناحية المنطق والفلسفة هو لديه مشكلة. مثلاً في الإعلان عن مؤتمر ما، أو الإعلان عن شاغر وظيفي أو لديه منتج يود تسويقه ويود تصميم لذلك.. هنا يأتي التصميم لحل مشكلته هذه بترويج المنتج أو تقديمه بصورة مبسطة أو زيادة مبيعاته حتى.

أين تقع المشكلة إذاً؟ لو افترضنا أن لدينا خدمة تسويق عقاري أو شركة عقارية تود القيام ببيع عقاراتها من خلال الإنترنت ودخلنا لموقع هذه الشركة ووجدناه سيء للغاية، يحوي عناصر بصرية تعيسة في تصميمها ولا توحي بأي احتراف.. ما الشعور الذي سيتولد لدينا؟.. إن كنت ممن هم يستخدمون الإنترنت ومتمرس في ذلك واطلعت على مواقع سابقة.. سينتابك الشك وستشعر بأن الشركة التي تقف خلف هذا الموقع هي مجرد نصب أو شركة غير احترافية، (وهذه مشكلة) وهنا يقدم التصميم خدمة وظيفية بتحسين صورة الشركة أمام العميل.

الأمر ذاته ينطبق على مواقع التجارة الإلكترونية ذات التصميم الرديء (صحيح أن أمازون تصميمه مزدحم كثيراً ولا أدري لما لا تنطبق عليه فلسفة التبسيط أو التصميم الحديثة) لكن لو دخلت لبعض المواقع التي تبيع المنتجات ووجدته سيء من ناحية التصميم ستشك إلى درجة ما أنه احتيال (في تركيا أصبحت أحد الأمور التي تمنح الموثوقية لمواقع التجارة الإلكترونية هو رمز الـ Qr أسفل الموقع والذي يوجهك لترخيص الشركة لدى الحكومة التركية).

بالمقابل عزيزي طالب التصميم عليك أن تراعي عدة أمور عندما تطلبها من المصمم:

أولها: المصمم فنان:

عندما يأتي المصمم ليبدأ بالتصميم (في حال استبعدنا فكرة استيراد قوالب جاهزة والعمل عليها) فإن المصمم يبدأ من نقطة الصفر وهي المساحة البيضاء، ليبني عليها عناصر التصميم ومحتواه، ومن هنا يبدأ التصميم إلى أن يسير للشكل النهائي الذي ستراه، بكل تأكيد المصمم يعمل وفق قواعد تعلمها خلال مسيرته في المهنة أهمها وأبرزها هي (المحاذاة والتوازن) في العناصر التي تكوِن التصميم، أنواع الخطوط لها قواعدها، الألوان لها قواعدها، حجم التصميم، إمكانية القراءة، توزان المحتوى، التباين، توافق التصميم مع أجهزة الهاتف (اليوم)… كل هذه الأمور وأكثر هي قواعد ضابطة للتصميم، أشبه ما تكون بالنوتة الموسيقية التي تعزفها الفرقة.. وهنا يعرف المصمم جيداً أنه أمام تحدي هو الإبداع فهو يبدأ من صفحة بيضاء إلى أن ينتهي بالتصميم النهائي.

التصميم يحل مشكلة

المصمم لا يستطيع قراءة عقل العميل:

نعم، ولم تبتكر شركات التصميم ما يستطيع قراءة عقل العميل وماذا يريد، لذا هنا تأتي أهمية الشرح أو الـ Brief وتقديم ما تريد كعميل للمصمم، وبعض المصممين يطلبون شرحاً أكثر حتى يخرجوا ما يريد العميل للمنتج النهائي.

أحد أبرز المشاكل التي تنتج بعد تسليم العمل هو جواب العميل أن (هذا ليس ما أريد)، وهنا يأتي السؤال عزيزي العميل… هل فعلاً شرحت ما تريد؟ وهل تعرف ما تريده فعلياً؟ … هنا عندما يقدم لك المصمم المنتج النهائي فهو يقدمه لك ليخبرك ما تريد بمعزل عن فكرة الذوق وتضارب الآراء. لذا احرص دائماً على شرح ما تريده للمصمم، والتعرف على ما يقدمه لك المصمم من نماذج جديدة مختلفة عم يدور في بالك.

 

توقف عن طلب التعديلات!

عزيزي العميل معنى أنك صاحب العمل وأنك من سيدفع لقائه هذا لا يعني أنك مصمم أو تعي بالتصميم، كثرة طلبات التعديلات تعطي عدة صور سلبية ومنها:

  • أنك لا تعرف ما تريد… وفي كل مرة تقع في حيرة تعود بك إلى النقطة الاولى من التعديلات تتأكد هذه الصورة السلبية.
  • لا تحترم المصمم: أي لا تحترمه بذوقه ورؤيته الفنية وجهده، وفوق ذلك لا تحترم وقته الذي بذله وقواعده للوصول إلى أفضل صورة يراها في التصميم.
  • بعض العملاء يطلب من التعديلات ما يشيب له شعر الرأس، فيظهر للمصمم كم هو فارغ هذا الشخص ولا يعي ما يريد.
  • تجهيزك لمحتوى التصميم يختصر الكثير من الأخذ والرد.

وأخيراً عزيزي العميل في حال كنت تعرف بأن مصمماً ما يجلس داخلك وفي اللاوعي، فأدعوك لشراء حزمة Adobe creative clouds والقيام بالتصميم بنفسك… ساعتها ستوفر مالك بعدم تبذيره على المصممين… وستسمح للمصمم الذي يجلس بداخلك للخروج إلى العلن.

كُتبت هذه التدوينة في وقت مضى، وتم استكمالها وقت الفراغ.. شكراً لزياراتك 🙂

حان الوقت لأن تسأل نفسك هذا السؤال: ماذا قدم لك عملك؟

لو عاد بي الوقت 5 سنين إلى الوراء لما كنت قد فكرت حتى في هذا السؤال، لكن نتيجة لتراكم الخبرة والممارسة والتنقل بين أكثر من عمل والقراءة في مجال الوظائف والتطوير الوظيفي والإدارة أعتقد أنني وصلت لهذا السؤال وهنا أسألك إياه من لسان الناصح.. ماذا قدم لك عملك (الوظيفي أو الشخصي)؟

لربما أبحرت يوماً ما في أحد المواقع أو المقالات أو التدوينات التي تتخصص بالأداء الوظيفي وغيرها من قبيل هارفارد بزنس ريفيو لتجد مقالات كثيرة تلامس وجعك الداخلي، وتجعلك تقول هذا أنا عندما تقرأها.. وكأن المقالة كُتِبت لك خصيصاً، ولكن دعني أقل لك أن ما تعانيه في وظيفتك الروتينية يعانيه غيرك الكثير، وفي الغالب ستجد مشاكل العمل الوظيفي متشابهة إن أسر لك أحد الأصدقاء من عمل آخر ما يلاقيه ويعانيه في عمله.

أذكر جيداً تلك العبارة التي قرأتها على فيسبوك ونشرها أحد الأصدقاء عن الأمان الوظيفي والوظيفة الآمنة، وللأسف الشديد معظمنا نتيجة الالتزامات التي تتراكم يجد نفسه أسير العمل ومضطراً للتحمل والمعاناة والكبت حتى يصل لدرجة يسوء بها حال المرء نفسياً وهذا ما أؤمن بوجوده لدى الكثيرين لاسيما من سيقرأ هذه المقالة.

تابع القراءة

هل الاستقالة من العمل والتوجه لعمل آخر علامة على الفشل؟

لا.. لايعد التنقل من عمل لعمل آخر علامة على فشلك في مسيرتك المهنية، فنحن اليوم نعيش في عالم متغير ومتقلب بسرعة نواجه صعوبة في إدراك تقلباته والتأقلم معها، فخذ على سبيل المثال سنة 2020 وجائحة كورونا التي تنبأت منظمة العمل بفقدان 195 مليون وظيفة بسببها، جنباً إلى جنب من ما تثيره من تبعات على اقتصاديات الدول الكبرى والنامية على حد السواء.

التنقل من عمل لآخر قد يرتبط بمفاهيم مختلفة اليوم، فغالباً ما يردد العاملون في مجال الموارد البشرية هذه العبارة على اعتبار أنهم حافظون لها، لا مدركون للتغيرات الكبيرة التي تصل من حولنا، إذ أن لذلك عدة دلالات أوضحها فيما يلي وعن تجربة شخصية:

قد لا تتفق مع العمل وطبيعته فتقوم بتغييره:

وهذا يعود لطبيعة الحال، للشركة أو المؤسسة التي ستعمل بها نظمها وطريقة عملها وقوانينها، وقد تكون قد دخلت لهذه الشركة أو المؤسسة عن جديد وتحاول التأقلم مع ما تمليه عليك من نظم ودستور داخلي ضمن الشركة لكنك تواجه صعوبة في التأقلم مع ذلك فتفضل التغيير نحو عمل آخر يكون قريب لشغفك أو ما تريده، بالطبع ليست كل الأعمال تتفق مع وجهة نظرك ومن غاية الصعوبة أن تجد كشخص عامل في مجال ما شركة تكون وفق ما تريد أو كما تتمنى، لكن من الممكن أن تجد نوع من المرونة بحيث تتأقلم مع هذه الشركة مما يؤدي بك للاستمرار في العمل بها وبالتالي من الممكن أن تحقق نوعاً من الرضا الوظيفي.

تابع القراءة

عن الإحباط الوظيفي… كيف يدخل المدراء الإحباط لقلوب الموظفين؟

ليس من المطلوب على مؤسسة ما أو شركة أن تكون مثالية بدرجة كبيرة، إذ أن حتى أكثر الشركات مثالية تخرج بها قضايا ومشاكل تؤكد أنها عكس ذلك، وأن لا بيئة عملية تتمتع بالكمال، فكل قطاع وشركة هي عرضة للمشاكل والإحباط إنما يبقى الأمر بنسب متفاوتة.

وفي البداية علي أن أنوه إلى أن السطور التالية هي ليست حالة من التعميم وإنما تجمع صفات مشتركة عند عدد من المؤسسات “جزء منها أعرفها وعملت بها وجزء آخر تجميع لآراء وحالات من عدد من الأصدقاء” أسردها هنا دون الشخصنة، هدفي من ذلك أن أسلط الضوء على الحالة لا على الأشخاص والأسماء.

تابع القراءة