دروس تطوير المنتجات التي تخبرنا بها شركة Dji

تقريباً منذ سنة 2014 وأنا أتابع اصدارات شركة Dji ونموها، ومع الانشغالات الكثيرة لم أجد وقتاً للمتابعة لاسيما وأن أغلب الشركات في الثلاث سنوات الأخيرة شهدت تسارعاً في طرح المنتجات بحيث لا تكاد أن تمر السنة دون طرح منتج أو منتجين، ذات الاستراتيجية التي تسير عليها شركة أبل مع هواتفها وأجهزتها الأخرى.

لو بحثت عن هاتف ما ستجد أن أول خيارين قد ينحصران في أشهر علامتين تجاريتين: (أبل و سامسونغ)، ومن حيث المبدأ شركة Dji باتت علامة فارقة في مجال صناعة أدوات التصوير والطائرات بدون طيار، إذ تشبه بشكل كبير شركة أبل بطرحها للمنتجات وتسويقها وتركيزها على المزايا الذكية والتخصصات في استهداف الجماهير المتنوعة، الأمر الذي جعل ترتيب الشركة من بين أفضل الشركات في طرح معدات التصوير المتخصصة مقارنة مع غيرها، وعلى سبيل المثال تخصص Dji في الطائرات بدون طيار وكيف اكتسحت هذا السوق لا بل هيمنت عليه من خلال سلسلة من المنتجات التي تلبي مختلف الشرائح.

الذي يعجبني في شركة Dji هي أنها تلعب على عدة حبال لا حبل واحد، وهذا أحد أهم الدروس المستفادة من تجربتها، إذ أن منتجاتها تستهدف كل جمهور على حدى وكمثال على ذلك آخر منتج أصدرته الشركة كان Osmo Pocket وهو عبارة عن كاميرا بمانع اهتزاز يشبه الأجيال التي سبقته من فئة Osmo، إنما في هذا الأصدار تركز Dji على فئة العامة الذين لايحتاجون لجهاز في غاية الاحتراف، فئة الناس الذين يودون جهاز كاميرا لالتقاط اللحظات الصعيدة ولالتقاط فيدوهات ثابتة من دون اهتزاز، للحفلات والمناسبات والعطلات، وللذين لايودون حمل أجهزة كبيرة في حقيبتهم، وللذين يودون تصوير جزء من يومياتهم بجهاز صغير يمكن وضعه حتى في جيب القميص، هنا ركزت دي جي آي على هذه الفئة بمختلف شرائحها.

في المنتج السابق مثلاً لم تقم Dji بعمل خيارات صعبة وإعدادات من الممكن أن تجهلها الشريحة المستهدفة وإنما ركزت على تبسيط الأفكار والمزايا التي سبق وأن تواجدت في الإصدارات السابقة من Osmo، إنما قامت الشركة باختصارها في جهاز صغير من الممكن التنقل به دون أن يشكل أي ضيق على صاحبه.

إقرأ أيضاً:  10 حسابات على إنستغرام عليك متابعتها

أما في منتجات أخرى فتركز الشركة على تلبية احتياجات فئات متنوعة ومنها مثلاً فئة شركات الإنتاج وصناع الأفلام المحترفين من خلال طائرة Industrial ومانع الاهتزاز Ronion القادر على حمل كاميرات ذات أوزان وعدسات ثقيلة مثل Red camera وغيرها، ثم تأتي بدرجة بعدها فئات لشركات الإنتاج المتخصصة كطائرة Dji inspier التي من الممكن تبديل عدساتها بعدسات مختلفة من Dji، وطائرة أخرى باسم Mavic 2 Enterprise خصصتها الشركة لمن يعملون في فرق الطوارئ والإنقاذ ويمكن ربطها بملحقات متنوعة منها مكبر للصوت للتواصل في حالات الإنقاذ وحالات النجدة.

إلى جانب هذا تذهب فئة من المنتجات لشريحة متنوعة من الهواة والمحترفين منها سلسلة طائرات Mavic و فانتوم و Ronion S والتي يمكن استثمارها في فئة صناع الأفلام أو ذوي الميزانية القليلة بمواصفات تعد عالية من نوعها (مثلاً طائرة فانتوم 4 يمكنها أن تصور بدقة 4K إلى جانب مقاومتها للرياح العالية)، و Ronion S مثلاً لمن هم من أصحاب الكاميرات التي تعتبر إلى حدٍ ما “خفيفة” ولا تحتاج لمستلزمات تصوير كثيرة إلى جانب الكاميرا.

بعد كل سلسلة المنتجات هذه وغيرها الكثير، نجد أن من أحد أهم العوامل في أي نموذج عمل أو نموذج تجاري هو تخصيص المنتج لكل فئة وشريحة بشكل مستقل عن الفئة الأخرى، إلى جانب السير في جدول زمني يتم من خلاله تحديث كل منتج من تلك المنتجات بحيث يضاف له ميزة جديدة تجعله مميز عن الإصدار الذي يسبقه.

هل تتفق معي في ذلك؟.. أكتب تعليقاً يوضح رأيك : )

شارك هذه التدوينة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *